قوله: "فقال أين علي ابن أبي طالب" فيه سؤال الإمام عن رعيته; وتفقد أحوالهم.
قوله: " فقيل هو يشتكي عينيه " أي من الرمد، كما في صحيح مسلم عن سعد ابن أبي وقاص فقال:
" ادعوا لي عليا فأتي به أرمد " [1]. الحديث، وفي نسخة صحيحة بخط المصنف: " فقيل: هو يشتكي عينيه، فأرسل إليه " مبني للفاعل، وهو ضمير مستتر في الفعل راجع إلى النبي صلي الله عليه وسلم، ويحتمل أن يكون مبنيا لما لم يسم فاعله. ولمسلم من طريق إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: " فأرسلني إلى علي فجئت به أقوده أرمد ".
قوله: "فبصق" بفتح الصاد، أي تفل.
قوله: " ودعا له فبرأ" هو بفتح الراء والهمزة، أي عوفي في الحال، عافية كاملة كأن لم يكن به وجع من رمد ولا ضعف بصر.
وعند الطبراني من حديث علي: " فما رمدت ولا صدعت منذ دفع النبي صلي الله عليه وسلم إلي الراية ". وفيه دليل على الشهادتين[2].
قوله: "فأعطاه الراية" قال المصنف: "فيه الإيمان بالقدر لحصولها لمن لم يسع; ومنعها عمن سعى".
وفيه: أن فعل الأسباب المباحة أو الواجبة أو المستحبة لا ينافي التوكل.
قوله: " وقال: انفذ على رسلك " بضم الفاء. أي امض، و "رسلك" بكسر الراء وسكون السين، أي على رفقك من غير عجلة. و "ساحتهم" فناء أرضهم وهو ما حولها.
وفيه: الأدب عند القتال وترك العجلة والطيش، والأصوات التي لا حاجة إليها. [1] مسلم: كتاب فضائل الصحابة (2404) (32) : باب من فضائل علي بن أبي طالب. [2] حسن. الحديث بهذا اللفظ قال عنه الهيثمي في المجمع (9/122) . "رواه أحمد وأبو يعلى باختصار ورجالهما رجال الصحيح غير أم موسى وحديثها مستقيم " اهـ. أما رواية الطبراني عن علي فهي بنحو هذه الرواية وقال عنها الهيثمي (9/122) أن إسنادها حسن.