ونحو ذلك شيء; لكان أحق الناس بذلك وأولاهم به عمه الذي كان يحوطه ويحميه وينصره ويؤويه، فسبحان من بهرت حكمته العقول! وأرشد العباد إلى ما يدلهم على معرفته وتوحيده، وإخلاص العمل له وتجريده.
قوله: "فكان آخر ما قال" الأحسن فيه الرفع على أنه اسم "كان" وجملة "هو" وما بعدها الخبر.
قوله: "هو على ملة عبد المطلب" الظاهر أن أبا طالب قال: "أنا" فغيره الراوي استقباحا للفظ المذكور، وهو من التصرفات الحسنة; قاله الحافظ.
قوله: "وأبى أن يقول لا إله إلا الله" قال الحافظ: "هذا تأكيد من الراوي في نفي وقوع ذلك من أبي طالب".
قال المصنف - رحمه الله - "وفيه الرد على من زعم إسلام عبد المطلب وأسلافه، ومضرة أصحاب السوء على الإنسان، ومضرة تعظيم الأسلاف".
أي إذا زاد على المشروع بحيث تجعل أقوالهم حجة يرجع إليها عند التنازع. قوله: "فقال النبي صلي الله عليه وسلم لأستغفرن لك ما لم أُنه عنك" قال النووي: وفيه جواز الحلف من غير استحلاف. وكان الحلف هنا لتأكيد العزم على الاستغفار تطييبا لنفس أبي طالب.
وكانت وفاة أبي طالب بمكة قبل الهجرة بقليل.
قال ابن فارس: مات أبو طالب ولرسول الله صلي الله عليه وسلم تسع وأربعون سنة وثمانية أشهر وأحد عشر يوما.
وتوفيت خديجة أم المؤمنين - رضي الله عنها - بعد موت أبي طالب بثمانية أيام.
قوله: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} نزلت في أبي طالب