لسانه; ولسانه قلبه " [1] وشاهده في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة. فهي نائلة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا " [2].
وقد ساق المصنف - رحمه الله - كلام شيخ الإسلام هنا، فقام مقام الشرح والتفسير لما في هذا الباب من الآيات، وهو كاف واف بتحقيق مع الإيجاز. والله أعلم.
وقد عرّف الإخلاص بتعريف حسن فقال: "الإخلاص محبة الله وحده وإرادة وجهه". اهـ.
وقال ابن القيم - رحمه الله - في معنى حديث أبي هريرة: "تأمل هذا الحديث كيف جعل أعظم الأسباب التي تُنال بها شفاعته تجريد التوحيد، عكس ما عند المشركين أن الشفاعة تنال باتخاذهم شفعاء وعبادتهم وموالاتهم، فقلب النبي صلي الله عليه وسلم ما في زعمهم الكاذب، وأخبر أن سبب الشفاعة تجريد التوحيد، فحينئذ يأذن الله للشافع أن يشفع. ومن جهل المشرك اعتقاده أن من اتخذه وليا أو شفيعا أنه يشفع له وينفعه عند الله،
كما يكون خواص الولاة والملوك تنفع من والاهم، ولم يعلموا أنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه في الشفاعة، [1] البخاري: كتاب العلم (99) : باب الحرص على الحديث, والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (9/ 483) وأحمد (2/ 307 , 518) . وابن حبان (2594) . [2] مسلم: كتاب الإيمان (199) (338) : باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته.