responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح المجيد شرح كتاب التوحيد المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن    الجزء : 1  صفحة : 175
قال ابن جرير: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [1] من الملائكة والإنس والجن[2] وساق بسنده عن مجاهد قال: عيسى وعزير والملائكة.
ثم قال: يقال تعالى ذكره[3] قالت الملائكة الذين كان هؤلاء المشركون يعبدونهم من دون الله وعيسى: تنزيها لك يا ربنا وتبرئة مما أضاف إليك هؤلاء المشركون {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [4] نواليهم {أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ} [5] انتهى.
قلت: وأكثر ما يستعمل الدعاء في الكتاب والسنة واللغة ولسان الصحابة ومَن بعدهم من العلماء: في السؤال والطلب، كما قال العلماء من أهل اللغة وغيرهم: الصلاة لغة الدعاء، وقد قال تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} [6] الآيتين وقال: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} [7]، وَقَالَ: {وَإِذَا مَسَّ الأِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً} [8]، وَقَالَ: {وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ} [9] وَقَالَ: {لا يَسْأَمُ الْأِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ} [10] الآية. وقال: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} [11] الآية.
وفي حديث أنس مرفوعا: " الدعاء مخ العبادة "[12] وفي الحديث الصحيح: " ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة " [13]. وفي آخر: " من لم يسأل الله يغضب عليه "[14] وحديث: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء " [15] رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه. وقوله: "الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض" [16] رواه الحاكم وصححه. وقوله: " سلوا الله كل شيء حتى الشِّسع إذا انقطع " [17] الحديث. وقال ابن عباس رضي الله عنه: " أفضل العبادة الدعاء " [18] وقرأ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [19] الآية. [20] رواه ابن المنذر والحاكم وصححه. وحديث: " اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان " [21] الحديث.
وحديث: 22 " اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " وأمثال هذا في الكتاب والسنة أكثر من أن يحصر، في الدعاء الذي هو السؤال والطلب، فمن جحد كون السؤال والطلب عبادة فقد صادم النصوص وخالف اللغة واستعمال الأمة سلفا وخلفا.

[1] سورة الفرقان آية: 17.
[2] سياق ابن جرير هكذا; يقول تعالى ذكره: ويوم نحشر هؤلاء المكذبين بالساعة العابدين الأوثان وما يعبدون من دون الله من الملائكة والإنس والجن.
[3] أي عند تفسير قوله تعالى: (قالوا سبحانك -إلى قوله- وكانوا قوما بورا) .
[4] سورة الفرقان آية: 18.
[5] سورة سبأ آية: 41.
[6] سورة فاطر آية: 13.
[7] سورة الأنعام آية: 63.
[8] سورة يونس آية: 12.
[9] سورة فصلت آية: 51.
[10] سورة فصلت آية: 49.
[11] سورة الأنفال آية: 9.
[12] تقدم تخريجه برقم [77] .
[13] حسن: الترمذي: (3479) : كتاب الدعوات: باب (66) ، والحاكم (1/ 493) من حديث أبي هريرة وحسنه الألباني لشواهده. وراجع الصحيحة (596) وصحيح الجامع (243) .
[14] حسن: أحمد (2/ 442 , 443) ، والترمذي (3373) كتاب الدعوات: باب [22] ، وابن ماجة [3827] كتاب الدعاء: باب فضل الدعاء، والحاكم [1/ 491] والبخاري في الأدب المفرد [658] من حديث أبي هريرة وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (4/ 85) : إسناده لا بأس به وحسنه الأرناءوط في تخريج جامع الأصول (4/ 166) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2414) .
[15] حسن: أحمد (2/ 362) والترمذي (3370) في الدعوات: باب ما جاء في فضل الدعاء وحسنه وابن ماجة [3829] في الدعاء: باب فضل الدعاء وابن حبان (2397) ، والحاكم (1/ 490) وصححه ووافقه الذهبي وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3268) وحسنه الأرناؤوط في تخريج شرح السنة (د/ 188) .
[16] موضوع: الحاكم (1/ 492) ، وأبو يعلى كما في المجمع (10/ 147) وقال الهيتمي: "وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد وهو متروك" اهـ وأشار إلى أنه حديث موضوع الألباني في الضعيفة (179) .
[17] موضوع: الحاكم (1/ 492) ، وأبو يعلى كما في المجمع (10/ 147) ، وقال الهيتمي: "وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد وهو متروك" اهـ وأشار إلى أنه حديث موضوع الألباني في الضعيفة (179) .
[18] موطأ مالك: كتاب النداء للصلاة (498) وكتاب الحج (963) .
[19] سورة غافر آية: 60.
[20] حسن: أخرجه الحاكم (1/ 49) من طريقين عن ابن عباس وحسنه الألباني في الصحيحة (1579) .
[21] صحيح: جزء من حديث طويل رواه أبو داود (1495) كتاب الدعاء، والنسائي (3/ 52) : كتاب السهو: باب الدعاء بعد الذكر وقد دعا به النبي صلى الله عليه وسلم عقب التشهد، وابن ماجة في الدعاء (3858) : باب اسم الله الأعظم من حديث أنس وصححه ابن حبان (2382- موارد) ، والحاكم (1/ 503 , 504) ووافقه الذهبي وقال الأرناؤوط في تخريج شرح السنة (1/ 36 , 37) وإسناده صحيح. اهـ.
22 صحيح: جزء من حديث طويل لبريدة رضي الله عنه رواه أبو داود: كتاب الصلاة (1493) : باب الدعاء، والنسائي في السهو (3/ 52) : باب الدعاء بعد الذكر والترمذي: كتاب الدعوات (3475) باب جامع الدعوات عن النبي صلى الله عليه وسلم وابن ماجة بنحوه: في الدعاء (3857) : باب اسم الله الأعظم، وأحمد (5/ 360) وصححه ابن حبان (2383- موارد) ، والحاكم (1/ 504) وأقره الذهبي وقال الأرناؤوط في تخريج شرح السنة (1/ 38) "وإسناده صحيح".
اسم الکتاب : فتح المجيد شرح كتاب التوحيد المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن    الجزء : 1  صفحة : 175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست