والخيوط ونحوها لدفع الحمى[1] وروى وكيع عن حذيفة: " أنه دخل على مريض يعوده فلمس عضده، فإذا فيه خيط، فقال: ما هذا؟ قال: شيء رقي لي فيه، فقطعه وقال: لو مت وهو عليك ما صليت عليك ". وفيه إنكار مثل هذا، وإن كان يعتقد أنه سبب، فالأسباب لا يجوز منها إلا ما أباحه الله تعالى ورسوله مع عدم الاعتماد عليها. وأما التمائم والخيوط والحروز والطلاسم ونحو ذلك مما يعلقه الجهال فهو شرك يجب إنكاره وإزالته بالقول والفعل، وإن لم يأذن فيه صاحبه.
قوله: "وتلا قوله: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} 2" استدل حذيفة رضي الله عنه [1] ولا يزال هذا معتقدا عند أهل الجاهلية الثانية، يتخذون خيوطا يعقدونها بأيدي من اسمه محمد, وبعض ذلك يعملونه يوم الجمعة, وبعض ذلك يعملونه على مقاس باب الكعبة ثم يعقدونه أربعين عقدة ممن أسماؤهم محمد, ويقرأون عند كل عقدة قل هو الله أحد، ويزعمون أن هذا الخيط نافع من العقم، فلا تلبسه عقيم في زعمهم إلا وتحمل. وهذا من أعظم الانحطاط إلى أحط دركات البكم والصمم والعمى, بل إلى البهيمية أن يعتقد في خيوط. ومثله اتخاذ سبع من أنواع الحبوب تعلق في كيس مع سرة الطفل وأشباه ذلك كثير فاش فيمن يتسمون بأسماء إسلامية، وهم من أجهل المشركين الشرك الأكبر. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
2 سورة يوسف آية: 106.