اسم الکتاب : فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : حامد بن محسن الجزء : 1 صفحة : 391
شرح الباب 41
باب في بيان أن لفظ الند يشمل الشرك الأكبر والأصغر والخفي
والكل ظلم وذميم عند الله والكل يوجب السخط من الله والعقاب، والشرك من حيث هو هضم لجناب الربوبية ومساواته تعالى مع غيره في الألوهية من أكبر الكبائر وأقبح القبائح وأشنع الشنائع.
وينبه على ذلك قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} . [البقرة: 21، 22] .
قال ابن عباس في الآية: الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان وحياتي وتقول لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان. وذلك لأن الواو تفيد الجمعية كما تقول جاء زيد وعمرو فالمفهوم من هذا أنهما جاءا جميعاً، فإذا قلت ما شاء الله وشئت أو لولا الله وفلان فقد جعلتهم في المشيئة ودفع المضار سواء لا تجعل فيها فلاناً لأن هذا كله به شرك. رواه ابن أبي حاتم[1].
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك" رواه [1] أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (1/57) من طريق شبيب بن بشر عن عكرمة عنه.
اسم الکتاب : فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : حامد بن محسن الجزء : 1 صفحة : 391