اسم الکتاب : فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : حامد بن محسن الجزء : 1 صفحة : 177
في الجنة، وأبو لهب وراءه يقول: لا تطيعوه إنه صابئ كذاب، فيردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبح الرد، ويؤذونه ويقولون: أسرتك وعشيرتك أخبر بك حيث لم يتبعوك وهو يدعوهم إلى الله ويقول: اللهم إن شئت لم يكونوا هكذا، قال: وكان مما سمى لنا من القبائل الذين أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم وعرض عليهم نفسه بنو عامر بن صعصعة ومحارب بن حفصة وبنو نضر وبنو المنكا[1] وكنده وكلب والحارث بن كعب وعذره والحضارمة فلم يستجب منها أحد.
ولما نزل عليه {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} . [الحجر: 94] . صدع بأمر الله تعالى لا يأخذه في الله لومة لائم فدعا إلى الله الكبير والصغير والحر والعبد والذكر والأنثى، والأحمر والأسود والجن والإنس لما صدع بأمر الله وصرح لقومه بالدعوة وعاب دينهم اشتد أذاهم له ولمن استجاب له من أصحابه ونالوهم بأنواع الأذى وهذه سنة الله عز وجل في خلقه كما قال تعالى: {مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ} . [فصلت: 43] . وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ} . [الأنعام: 112] . وقال تعالى: {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} . [الذاريات: 52، 53] . فعزى سبحانه رسوله بذلك وأن له أسوة بمن تقدم من المرسلين وعزى أتباعه بقوله {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} . [البقرة: 214] . وقال تعالى: {آلم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ [1] كذا الأصل!.
اسم الکتاب : فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : حامد بن محسن الجزء : 1 صفحة : 177