اسم الکتاب : فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : حامد بن محسن الجزء : 1 صفحة : 178
فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} . [العنكبوت: 1-3] .
فالرسول صلى الله عليه وسلم دأبه وشأنه الدعوة إلى الله على بصيرة ما أنزل عليه قال تعالى: {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} . [الأنعام: 106] . وقد بين الله تعالى منطوقاً في قوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} . [يوسف: 108] . لأن البصيرة شرط في الدعوة إلى الله فمن لم يكن بصيراً بالسياسات الشرعية لا تتم له الدعوة التي أمر الله بها وحري أن لا يستنفع بها.
قلت: فيها فوائد:
الأولى: قوله: "قل" دل على أنه لا إله إلا هو لأنه إذا عرفت أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أفضل الخلق وأعلاهم درجة عند الله وأحبهم إليه ومع ذلك مأمور منهي يتبع ما يؤمر به ويتجنب ما ينهى عنه فدل ذلك على أنه العبد وأن الآمر هو المعبود لا إله إلا هو.
الثانية: "هذه" دل على أن الدين المرضي واحد كما قال: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} . [الأنعام: 153] .
الثالثة: قوله: "سبيلي"، دل على أن ما للرسول صلى الله عليه وسلم سبيل إلا القرآن فمن عمل بغير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فقد ضل، قال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} . [النساء: 65] .
الرابعة: قوله: "أدعو" دل على أنه مرسل إلى الخلق يدعوهم إلى الله.
الخامسة: قوله: "إلى الله" دل على أن الدعوة تتنوع إلى الدعوة إلى النفس ليعظم ويوقر ويصرف وجوه الناس إليه ويعطى ويملك وغير ذلك والكل باطل إلا الدعوة التي لوجه الله الكريم.
اسم الکتاب : فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : حامد بن محسن الجزء : 1 صفحة : 178