responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : حامد بن محسن    الجزء : 1  صفحة : 174
القيامة" [1]. يعني ريحها، رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.
ومنهم من يعلم الشريعة قاصداً وجه الله لكن لا يعلم غيره لأمر من الأمور وقصد من المقاصد التي ليست شرعية فهو كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} . [البقرة: 159] . ومنهم من يعلم ويتعلم لله ويعلم غيره ولكن لا يصبر على ما يصيبه في الله تعالى فهو كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} . [العنكبوت: 10] . وقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} . [الحج: 11] . ولا يسلم من هذه المخاطرات إلا من تعلم الشريعة لله وعمل به وعلم غيره وصبر على الأذى وصبر على ما أصابه في نفسه وماله ويعلم أن لكل شيء عوضاً إذا فاته، وما من الله عوض كما قيل:
لكل شيء إذا فوته عوض ... وما من الله إن فوته عوض
قال تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} . [العصر:[1]- 3] . فأقسم الله تعالى أن بني الإنسان كلهم في خسر إلا الذين فيهم هذه الأربع: الإيمان وهو العمل والعلم، والتعليم، والصبر فيلزم المسلم الصادق جهاد المخالفين على قدر الاستطاعة مرتباً على مراتبها وهي ثلاث عشرة مرتبة لأن الجهاد أربع درجات: جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد الكفار، وجهاد المنافقين، فدرجة جهاد النفس أربع مراتب:

[1] رواه الإمام أحمد (2/338) ، وأبو داود (3664) ، وابن ماجه (252) ، وله شاهد أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي والسامع" (7/83) .
اسم الکتاب : فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : حامد بن محسن    الجزء : 1  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست