اسم الکتاب : فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : حامد بن محسن الجزء : 1 صفحة : 164
شرح الباب 3
باب في بيان ما يدل على أن الخوف من الشرك من لوازم المسلم.
وذلك لما كان الشرك أظلم الظلم كما قال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} . [الأحقاف: 5، 6] .
وأنه أعظم الظلم قال تعالى لقمان في وصيته لابنه: {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} . وفي الحديث وقد رواه الإمام أحمد والترمذي من حديث الحارث الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها فقال له عيسى: إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم، فقال يحيى: أخشى إن سبقني بها أن يخسف بي أو أعذب، فجمع الناس في بيت المقدس فامتلأ له المسجد وقعدوا على الشرف، فقال: إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم بهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وأن مثل من أشرك به كمثل رجل اشترى عبداً من خالص ماله بذهب أو ورق فقال: هذه داري وهذا عملي فاعمل وأدّ لي فكان يعمل ويؤدى إلى غير سيده فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك" [1]. الحديث.
فأي ظلم أعظم من أن يخلقك ربك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً في أحسن صورة ورزقك من كل نعمة ودفع عنك كل نقمة فتشرك غيره وتعبد غيره كما في الحديث القدسي: "أنا والثقلين في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر غيري، خيري إليهم نازل، [1] رواه الترمذي (2863 و2864) ، والإمام أحمد (4/13 و202) من حديث الحارث الأشعري بنحوه وسنده.
اسم الکتاب : فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : حامد بن محسن الجزء : 1 صفحة : 164