اسم الکتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم المؤلف : ملكاوي، محمد خليل الجزء : 1 صفحة : 278
السموات والأرض والجبال، ولذلك تكاد السموات والأرض أن تتصدعا، وتكاد الجبال أن تتهدم من قول من زعم أن لله ولدًا، قال تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا, لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا, تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا, أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا} [1]، قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآيات: "أي يكاد يكون ذلك عند سماعهن هذه المقالة من فجرة بني آدم إعظامًا للرب وإجلالًا لأنهن مخلوقات ومؤسسات على توحيده وأنه لا إله إلا هو وأنه لا شريك له ولا نظير ولا ولد ولا صاحبة ولا كفء له, بل هو الله الأحد الصمد[2].
النقطة الثانية: أن ادعاء الولد لله كذب بهتان ليس لقائليه دليل لأنه ليس لله صاحبة سبحانه وتعالى عما يصفون.
يقول تعالى: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ, قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ} [3]، ويقول تعالى: {وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا, مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا} [4].
ففي هذه الآيات نزه سبحانه وتعالى نفسه عما نسبه إليه المشركون من اتخاذ الولد، لأنه هو الغني عن خلقه جميعًا ولا حاجة به للولد؛ لأن الولد إنما يطلبه من كان ضعيفًا ليكون عونًا له في حياته، وذكرًا له بعد وفاته، والله تعالى غني عن ذلك فلا حاجة به لمعين يعينه على تدبيره، والله تعالى حي لا يموت فليس به [1] سورة مريم آية 88- 91. [2] تفسير ابن كثير 3/138 وانظر تفسير الطبري 6/37، 16/132 والكشاف 1/585. [3] سورة يونس آية 68-69. [4] سورة الكهف آية 4-5.
اسم الکتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم المؤلف : ملكاوي، محمد خليل الجزء : 1 صفحة : 278