اسم الکتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم المؤلف : ملكاوي، محمد خليل الجزء : 1 صفحة : 120
وبهذا يتبين أن الأمم لم يخالفوا رسلهم من حيث الدعوة لتوحيد الربوبية والخالقية والرازقية بذلك كما بينا، إنما خالفوهم من حيث دعوتهم لتوحيد الإلهية الذي هو المقصود الأعظم من بعثة الرسل، وهذا التوحيد لا يتحقق إلابصرف العبادات كلها لله وحده دون سواه[1]. [1] انظر دعوة التوحيد ص37 والتنبيهات السنية ص9 وتيسير العزيز الحميد ص20.
3- توحيد الأسماء والصفات
وسأبين معناه عند أهل السنة والجماعة ومذهب من خالفهم في ذلك إجمالًا
1- أما معناه فقد أوضحه شيخ الإسلام بما لا مزيد عليه، حيث يقول في الرسالة التدمرية: "فالأصل في هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسله نفيًا وإثباتًا، فيثبت لله ما أثبته لنفسه وينفي عنه ما نفاه عن نفسه, وقد علم أن طريقة سلف الأمة وأئمتها: إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل، وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه مع إثبات ما أثبته من الصفات من غير إلحاد لا في أسمائه ولا في آياته، فإن الله تعالى ذم الذين يلحدون في أسمائه وآياته, كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [1]، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [2]، فطريقتهم تتضمن إثبات الأسماء والصفات مع نفي مماثلة المخلوقات: إثباتًا بلا تشبيه وتنزيهًا بلا تعطيل, كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [3], ففي قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} رد للتشبيه والتمثيل، وفي قوله: [1] سورة الأعراف آية 180. [2] سورة فصلت آية 40. [3] سورة الشورى آية 11.
اسم الکتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم المؤلف : ملكاوي، محمد خليل الجزء : 1 صفحة : 120