[2]- حديث الجهنميين (أو حديث الشفاعة) :
وهو الحديث الوارد فى شفاعة النبى صلى الله عليه وسلم لأمته، وتحنن الله تعالى عليهم بإخراج من كان فى قلبه أدنى مثقال ذرة من إيمان، وأصرح لفظ استدلت به المرجئة فى إحدى روايات أبى سعيد الخدرى وهى " ... فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار، فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما [1] فيلقيهم فى نهر من أفواه الجنة، يقال له: نهر الحياة، فيخرجون كما تخرج الحبة فى حميل السيل ... " [2] .
قال: فيخرجون كاللؤلؤ فى رقابهم الخواتم يعرفهم أهل الجنة، هؤلاء عتقاء الله [3] ، الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه" [4] .
وهذه إحدى روايات مسلم للحديث، ولم ترد هذه اللفظة عند البخارى على كثرة رواياته له عن أبى سعيد وأنس وأبى هريرة، إلا أن الجملة الأخيرة وهى قول أهل الجنة: "أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ... " الخ، وردت فى إحدى رواياته عن عطاء بن يسار عن أبى سعيد أيضا" [5] .
أما الإمام أحمد فقد رواه مختصرا ومطولا عن أبى هريرة وأنس وأبى سعيد وجابر وحذيفة [6] ، ولم ترد هذه اللفظة عنده إلا فى رواية عطاء بن يسار عن أبى سعيد أيضا.
ووجه الاستدلال منه:
أنه أخرج من النار قوما جاءوا بتصديق مجرد، لا عمل معه، فدل ذلك على أن العمل ليس ركنا فى الإيمان كما يقول أهل السنة والجماعة، إذ الركن لا يحتمل السقوط إلا بإنتفاء الحقيقة، وهؤلاء حقيقة الإيمان ثابتة لهم، بل قال قائل منهم: إن قلبه طافح بالإيمان [7] . [1] أى فحما". [2] حميل السيل: ما يحتمله السيل من الغثاء والطين. [3] أى يقول أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الله ... كما بينتها روايات البخارى (13/422) . [4] مسلم رقم (302) . [5] البخارى (13/422) . [6] انظر المسند (2/276،534) عن أبى هريرة وأبى سعيد، و (3/56) عن أبى سعيد مختصرا"، (3/144) عن أنس، (3/325) عن جابر، (5/391،402) عن حذيفة مختصرا"، ورواية عطاء المذكور أخيرا" (3/94) . [7] وهو أبو حامد الغزالى وتبعه الزبيدى، شرح الإحياء (5/243) ، وقد قالها فيمن لم ينطق باللسان، أما من نطق وصدق، فقد جعل تكفيره هو مذهب المعتزلة.