responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان المؤلف : السَهْسَوَاني، محمد بشير    الجزء : 1  صفحة : 430
القرآن على وجوه: (منها) العبادة: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ} ، ومنها الاستغاثة: {وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ} ، ومنها السؤال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ، ومنه القول: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ} ، والنداء: {يَوْمَ يَدْعُوكُمْ} ، والثناء: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} . اهـ[1].
وقال[2] تحت قوله: وقول الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} الآية: وهذه الآية ظاهرة في ترجيح الدعاء على التفويض، وقالت طائفة: الأفضل ترك الدعاء والاستسلام للقضاء، وأجابوا عن الآية بأن آخرها دل على أن المراد بالدعاء العبادة لقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} واستدلوا بحديث النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدعاء هو العبادة" ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} . الآية، أخرجه الأربعة وصححه الترمذي والحاكم، وشذت طائفة فقالوا المراد بالدعاء في الآية ترك الذنوب، وأجاب الجمهور أن الدعاء من أعظم العبادة فهو كالحديث الآخر "الحج عرفة" أي معظم الحج وركنه الأكبر، ويؤيده ما أخرجه الترمذي من حديث أنس رفعه: "الدعاء مخ العبادة" اهـ.
وقال القسطلاني في (إرشاد الساري) : كتاب الدعوات بفتح الدال والعين المهملتين جمع دعوة بفتح أوله مصدر يراد به الدعاء، يقال: دعوت الله أي سألته. اهـ.
وقال تحت قوله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} : لما كان من أشرف أنواع الطاعات الدعاء والتضرع أمر الله تعالى به فضلاً وكرماً، وتكفل لهم بالإجابة، وقيل: المراد بقوله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} الأمر بالعبادة بدليل قوله بعد: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} صاغرين ذليلين. والدعاء بمعنى العبادة كثير في القرآن كقوله: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثاً} وأجاب الأولون بأن هذا ترك الظاهر، فلا يصار إليه إلا بدليل.
وقال العلامة تقي الدين السبكي: الأولى حمل الدعاء في الآية على ظاهرة، وأما قوله بعد ذلك: {عَنْ عِبَادَتِي} فوجه الربط أن الدعاء أخص من العبادة، فمن

[1] أي كلام العسقلاني في الفتح.
[2] قال أي العسقلاني أيضاً فيه.
اسم الکتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان المؤلف : السَهْسَوَاني، محمد بشير    الجزء : 1  صفحة : 430
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست