اسم الکتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان المؤلف : السَهْسَوَاني، محمد بشير الجزء : 1 صفحة : 375
وعن أبي مسعود الأنصاري قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك؟ الحديث، وفي آخره "والسلام كما علمتم" رواه مسلم والدارمي، وروى الطحاوي عن عبد الله أنه قال: أخذت التشهد من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقننيها كلمة كلمة. اهـ.
وروى النسائي عن عبد الله قال: كنا لا ندري ما نقوله في كل ركعتين غير أن نسبح ونكبر ونحمد ربنا، وإن محمداً صلى الله عليه وسلم علم فواتح الخير وخواتمه فقال: "إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا: التحيات" الحديث، وفي رواية له قال: كنا لا ندري ما نقول إذا صلينا فعلمنا نبي الله صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم فقال لنا: "قولوا التحيات لله" الحديث، وفي آخره: قال عبيد الله قال زيد عن حماد عن إبراهيم عن علقمة قال: لقد رأيت ابن مسعود يعلمنا هؤلاء الكلمات كما يعلمنا القرآن. اهـ. ورواه الطحاوي وأبو داود ولفظه: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم –وفي رواية له وكان يعلمنا– كلمات ولم يكن يعلمناهن كما يعلمنا التشهد، وفي صحيح مسلم عن حطان بن عبد الله الرقاشي قال: صليت مع أبي موسى الأشعري صلاة، فلما كان عند القعدة قال رجل من القوم: أقرّت (أي قرنت) الصلاة بالبر والزكاة، قال: فلما قضى أبو موسى الصلاة وسلم انصرف فقال: أيكم القائل كلمة كذا وكذا؟ فأرمَّ القوم، ثم قال أيكم القال كلمة كذا وكذا؟ فأرم القوم، فقال لعلك يا حطان قلتها، قال ما قلتها، ولقد رهبت أن تبكعني بها[1]، فقال رجل من القوم: أنا قلتها ولم أرد بها إلا الخير، فقال أبو موسى: أما تعلمون كيف تقولون في صلاتكم؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فيبن لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا. الحديث، وفي آخره: "وإذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم التحيات". وقد تقدم نقله.
فهذه الأحاديث كلها دالة على أن كلمات التشهد توقيفية لا يتصرف فيها بالزيادة [1] بكعه بكته واستقبله بما يكره، وضربه على مواضع متفرقة من جسده، والمناسب من معانيه هنا الأول والثاني وفعله من باب جمع ويشدد للتكثير.
اسم الکتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان المؤلف : السَهْسَوَاني، محمد بشير الجزء : 1 صفحة : 375