أقول: هذا هو الذي تعلقوا به وتمسكوا في إنكار تعذيب الله من يشاء وإثابة من يشاء.
فقد قالت الإمامية من الروافض: إن أحدنا لا يعذب بصغير ولا كبير، لا في يوم القيامة ولا في القبر، وحب علي كرم الله وجهه كاف في الخلاص، إذ لات حين مناص.
تبا لهم، أولا يفقهون أن حب الله تعالى ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم بلا إيمان ولا عمل غير كاف، كما هو غير خاف.
وهذا في الأصل مأخوذ من قول اليهود؛ حيث قالوا: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} .
اسم الکتاب : صب العذاب على من سب الأصحاب المؤلف : الآلوسي، محمود شكري الجزء : 1 صفحة : 362