ولا تكون إلا من بعد إذن الله كما قال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} . ولا يشفع في أحد إلا بعد أن يأذن الله فيه كما قال تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} وهو سبحانه لا يرضى إلا التوحيد كما قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} فإذا كانت الشفاعة كلها لله ولا تكون إلا من بعد إذنه ولا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في أحد حتى يأذن الله فيه، ولا يأذن الله إلا لأهل التوحيد تبيَّن لك أن الشفاعة كلها لله؛ وأطلبها منه فأقول: اللهم لا تحرمني شفاعته، اللهم شفِّعه فيَّ، وأمثال هذا.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها؟) هذا شأن أعداء الله القبوريين؛ إذا أُنِكر عليهم الباطل قالوا هذا إنكارٌ للحق، وإذا أنكر عليهم دعاء غيرِ الله قالوا هذا إنكار للشفاعة[1], من شأن أهل الباطل المشبِّهين أهلَ الشرك المباهتةُ وإلباسُهم أهل الحق الشُبَهَ الباطلة، إذا أنكر عليهم دعاء غير الله وشركياتهم وضلالتهم أخذوا في الطعن على أهل التوحيد وقالوا إنكم تنكرون الشفاعة، وأنتم تنقصون الأولياء والصالحين -وليس كذلك- خالفوا طريقة الرسل وألزموهم أن يكونوا راضين بذلك، وهذا عكس ما دعوهم إليه. [1] فهو في الأصل من توضيح الواضح، فما الحاجة إلى التصدي للبحث في ذلك، شيء لازم بواسطة ترويج أهل الخرافات، وإلا فإعطاؤه صلى الله عليه وسلم الشفاعةَ أشهرُ من أن يُذكَر، وكونُ طلبها منه شرك شيءٌ واضح الاستشفاع، وكونهم ما قصدوا ممن عبدوه إلا الشفاعة لم يقصدوا أنه ينفعهم بذاته (عبارة أخرى) .