responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية للهراس المؤلف : هراس، محمد خليل    الجزء : 1  صفحة : 301
يختصَّ الخروج بأهل الإيمان.
وبقاءُ الجنَّة والنار ليسَ لذاتهما؛ بل بإبقاء الله لهما.
وقوله: ((وخلقَ لهما أهلاً)) : قال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنس} [1] ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله خلق للجنّة أهلاً، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلاً، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم)) [2] ، رواه مسلم وأبو داود والنسائي.
وقوله: ((فمن شاء منهم إلى الجنَّة فضلاً منه، ومَن شاء منهم إلى النار عدلاً منه ... )) إلى آخره: مِمَّا يجب أن يُعلم أنّ الله تعالى لا يمنع الثواب إلا إذا منع سببه، وهو العمل الصالح؛ فإنّه: {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا} [3] ، كذلك لا يعاقب أحدًا إلا بعد حصول سبب العقاب؛ فإن الله تعالى يقول: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير} [4] ، وهو سبحانه المعطي المانع، لا مانع لما أعطى، ولا معطيَ لما منع، لكن إذا مَنَّ على الإنسان بالإيمان والعمل الصالح؛ فلا يمنعه موجب ذلك أصلاً؛ بل يُعطيه من الثواب والقُرب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطَر على قلب بشر، وحيث منعه ذلك؛ فلانتفاءِ سببه، وهو العمل الصالح.

[1] الأعراف: (179) .
[2] رواه مسلم في (القدر، باب معنى: كل مولود يولد على الفطرة) ، وأحمد في ((المسند))
(6/41) .
[3] طه: (112) .
[4] الشورى: (30) .
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية للهراس المؤلف : هراس، محمد خليل    الجزء : 1  صفحة : 301
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست