responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 54
فالإنسان يَرزُق أولادَه. يرزقهم يكد ويكدح وينفق عليهم {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ} [1] أمر برزقهم يعني بالإنفاق عليهم "واكسوهم" لكن الرزَّاق حقيقة المطعِم حقيقة هو الله كما دلَّت هذه الآية على صفة من صفاته وهي القوة "ذو القوة" القوة التي لا تشبه قوى المخلوق، فالمخلوق يوصف بالقوة {* اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً} [2] فالمخلوق يوصف بالقوة والله يوصف بالقوة ولكن ليست القوة مثلها ليست قوة المخلوق كقوة الخالق ولا قوة الخالق كقوة المخلوق فهو القوي. ومن أسمائه القوي كما لعله سيأتي من أسمائه القوي ومن صفاته القوي فهو ذو القوة المتين يعني الشديد القوة. ذو قوة وهو متين شديد القوة {أَوَلَمْ يَرَوْا أَن اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} [3] فيجب الإيمان بذلك ومعرفة الله بذلك لمن هذه الأسماء له آثاره السلوكية.
إذا علم الإنسان أن كلَّ الخير بيده والعطاءَ وأنه لا مانع لما أعطى ولا مُعطي لما مَنَع توجه بقلبه لربه في كل حوائجه فهو الذي لا يأتي بالحسنات إلا هو ولا يدفع السيئات إلا هو يوجب له ذلك الرغبة إلى الله ورجاءه وتوكله عليه في حصول الخير ومنافع الدنيا والآخرة. وإذا علم العبد أنه -تعالى- القوي وأنه ذو القوة أيضًا ازداد تعظيمًا لربه ورجاء له وخوفًا منه فقوته لا يقاومها قوة. قوة لا يعتريها ضعف، نعم.

[1] - سورة النساء آية: 5.
[2] - سورة الروم آية: 54.
[3] - سورة فصلت آية: 15.
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست