اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء. الآخر يعني هذا الاسم يتضمن دوامه -سبحانه وتعالى- وبقاءه الذي لا نهاية له فكل مخلوق يفنى والله -تعالى- لا يفنى كما يقول الإمام الطحاوي- رحمه الله- في عقيدته: قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء لا يفنى ولا يبيد ولا يمكن -سبحانه وتعالى-. الآخر وما كتب له البقاء مثل الجنة والنار دوامهما وبقاؤهما ليس ذاتيًّا لهما بل بقاؤهما بإبقاء الله لهما، أما بقاء الرب فهو ذاتي لا يجوز عليه الفناء ألبتة.
فهو الأول الذي ليس قبله شيء والآخر الذي ليس بعده شيء فهذان اسمان دالان على أزليته وأبديته يعني على دوام وجوده في الماضي والمستقبل وأنت الظاهر فليس فوقك شيء الظاهر يعني العالي الظهور من معانيه العلو فهو الظاهر الذي ليس فوقه شيء هو فوقه كل شيء وهو القاهر فوق عباده وليس فوقه شيء وهو الباطن الذي ليس دونه شيء فبصره نافذ لجميع المخلوقات وسمعه واسع لجميع الأصوات وعلمه محيط بكل شيء إذًا لا يحجب سمعه شيء ولا يحجب بصره حجاب بصره نافذ يرى عباده وعلمه محيط بكل شيء. {أَلَمْ تَعْلَمْ أَن اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} ([1]) "الباطن" وأنت الباطن فليس دونك شيء وليس معنى الباطن أنه -تعالى- داخل في المخلوقات لا، بل هو بائن من خلقه ليس في ذاته شيء من مخلوقاته ولا في مخلوقاته شيء من ذاته نستمر.. نعم.. [1] - سورة الحج آية: 70.