responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 35
وقيل: في معنى الصمد أنه الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجها، وهذا من لوازم غناه وفَقْر العباد {* يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) } [1] وجاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: الصمد هو السيد الكامل في سؤدده، والغني الكامل في غناه، والحكيم الكامل في حكمته إلى آخر ما ورد، يعني الصمد هو الكامل في جميع صفات الكمال، فهذان اسمان من أسمائه الحسنى ذُكِرا على وجه التعيين وبالتفصيل والتنصيص عليهما فهذا من الإثبات المفصل.
هذا إثبات مفصل {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [3] } [2] لم يلد، ردٌّ على كل من نسب الولد إليه من اليهود والنصارى والمشركين والفلاسفة وغيرهم. {لَمْ يَلِدْ} [3] في هذا إبطال لما نسبه إليه المفترون. {وَلَمْ يُولَدْ [3] } [4] وإن لم يقل أحدٌ من الطوائف المقِرَّة بوجوده -سبحانه- لا أعلم بأن أحدًا قال: بأنه وُلِد لكن لمَّا ورد… لما نفى الله الولد عنه ونفى الولادة اقتضى ذلك -والله أعلم- نفي الولادة عن الله نفي أن يكون له والد: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [3] } [5] فإنه -تعالى- -كما سيأتي- الأول الذي ليس قبله شيء فلا بداية لوجوده والمولود محدَث وهو جزء من والده والله -سبحانه وتعالى- صَمَد لا تَجَزّأ في ذاته {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد [4] } [6] لم يكن له أحد نظيرًا ليس له ناظر وهذا النفي يتضمن نفي الولد والوالد والكفو يتضمن كمال أحديته وصمديته.
لما أثبت لنفسه أنه الأحد الصمد أكَّد ذلك بنفي الولد والوالد والكفؤ إذًا هذا نفي متضمن لإثبات كماله

[1] - سورة فاطر آية: 15.
[2] - سورة الإخلاص آية: 3.
[3] - سورة الإخلاص آية: 3.
[4] - سورة الإخلاص آية: 3.
[5] - سورة الإخلاص آية: 3.
[6] - سورة الإخلاص آية: 4.
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست