responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 290
ج: وجهه أن المجوس يثبتون خالقَيْن، خالق الخير وخالق الشر، والقدرية أثبتوا خالقين، فقالوا: الله خالق السماوات والأرض وخالق العباد، والعباد خالقون لأفعالهم، إذن أفعالهم من قعود وقيام وذهاب ومجيء وركوع وسجود، وسائر الحركات هذه ليست مخلوقة لله، ولا واقعة بمشيئه، ولا بقدرته، فالعبد هو الذي يفعل هذه الأفعال بمحض مشيئته، وبمحض قدرته، فالله تعالى لا يقدر أن يجعل الكافر مؤمنا، أو المؤمن كافرا، ولا يجعل المطيع عاصيا أو العاصي مطيعا، ولا يجعل القاعد قائما، والقائم قاعداً أبدا، فيخرجون أفعال العباد عن قدرة الله -تعالى- ومشيئته، ويقولون: إن العباد هم الخالقون لأفعالهم، فشابهوا المجوس من هذه الحيثية، نعم.
س: ما هو الفرق بين الجبرية والقدرية؟ .
ج: الجبرية والقدرية ضدان، القدرية يقولون: إن العبد يخلق أفعاله ويتصرف بمحض مشيئته، ولا علاقة لمشيئة الله، ولا علاقة لقدرة الله بأفعاله، هؤلاء هم القدرية النفاة. أما الجبرية فيقولون: إن العبد لا مشيئة له، ولا قدرة له فحركاته وقيامه وقعوده كلها بمشيئة الله وبقدرة الله، ولا مشيئة للعبد ولا قدرة للعبد، فحركة الإنسان ذهابا ومجيئا وقياما وقعودا وصعودا وهبوطا، كل ذلك بغير مشيئة ولا اختيار، إنكار للحس.
فأفعال المخلوق، أفعال العبد كحركة المرتعش مثل المصاب بالرعشه بيده، المرتعش له إرادة في هز يده؟ لا، لكن أنت إذ هززت يدك تتكلم تقول: اسمعوا هذه حركة إرادية ولا ما إرادية؟ هذه إرادية، وحركة المرتعش لا إرادية، وحركة النائم لا إرادية، فالجبرية يقولون: الإنسان مجبور على أفعاله؛ إذ ليس له فيها إرادة، ما له إرادة، وهذا باطل شرعا وعقلا وحسا.

اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 290
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست