{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} [1] وقال لنبيه -سبحانه وتعالى-: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ} [2] بعدما ذكر الأنبياء والمرسلين إجمالا وتفصيلا قال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} [3] {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} [4] فلا عدول لأهل السنة عما جاءت به المرسلون.
فالصحابة والتابعون ماضون على سبيل الرسول - صلى الله عليه وسلم - {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} [5] وسبيل الرسول هو سبيل المؤمنين {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) } [6] .
وما جاء به المرسلون في صفاته تعالى وغيرها هو الصراط المستقيم. قال الشيخ: "فإنه الصراط المستقيم": ما جاء به المرسلون هو الصراط المستقيم، الصراط هو الطريق الذي يجمع معانٍ، ليس كل طريق هو صراط.
الصراط هو الطريق المستقيم الموصل إلى الغاية، الواسع، المسلوك، الواضح، هذه خمسة معان لا يكون الطريق صراطا إلا أن تكون متوفرة فيه.
هذا معنى ما ذكره ابن القيم في بيان خصائص الصراط في كلامه على سورة الفاتحة في مدارج السالكين، فالصراط هو الطريق الواضح البين المستقيم، الموصل إلى الغاية، المسلوك. [1] - سورة يوسف آية: 108. [2] - سورة الأنعام آية: 90. [3] - سورة الأنعام آية: 90. [4] - سورة الأنعام آية: 90. [5] - سورة يوسف آية: 108. [6] - سورة النساء آية: 115.