{وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182) } [1] ثناء من الله على نفسه بإثبات الحمد كله له؛ لما له -سبحانه وتعالى- من الأسماء والصفات، من الأسماء الحسنى، والصفات العلا، وبديع المخلوقات {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182) } [2] .
فهذه الآيات فيها تنزيه وتحميد وتمجيد، وثناء على المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم، فالرسل هم الأئمة، وهم القدوة، ولنا فيهم أسوة، ولا سيما نبينا خاتم النبيين -عليه الصلاة والسلام-، لنا فيهم أسوة، وسبيلنا سبيلهم.
يقول الشيخ: "وقد جمع -سبحانه وتعالى- فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات": يعني وصف الله لنفسه، وكذلك وصف الرسول لربه فيه نفي وفيه إثبات، فيه نفي وإثبات.
المدح يكون بماذا؟ يكون بالإثبات فقط أم بالنفي فقط؟ لا، يكون بالنفي وبالإثبات، يكون بإثبات الفضائل والكمالات، وبنفي النقائص والآفات.
فالمدح يكون بنفي وإثبات؛ ولهذا جمع الله فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات، فهذه قاعدة قررها شيخ الإسلام في غير موضع، واعتبرها قاعدة: أن الله موصوف بالإثبات والنفي. بإثبات ماذا؟ بإثبات الكمالات ونعوت الجلال، وإثبات الأسماء الحسنى، وبنفي المعائب والنقائص والآفات، فهو السلام وهو القدوس.
نعم "يقول الشيخ: "فلا عدول لأهل السنة عما جاءت به المرسلون": أهل السنة الفرقة الناجية المنصورة، لا محيد لهم ولا عدول لهم عن طريق الرسل، لا عدول لهم عن سبيل المرسلين. [1] - سورة الصافات آية: 182. [2] - سورة الصافات آية: 182.