responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 165
فإن السنة هي الأصل الثاني في الاستدلال، ومعرفة ما جاء به الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فإن الله أنزل على نبيه الكتاب والحكمة، الكتاب هو القرآن، والحكمة هي السنة، سنة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فكلاهما وحي، كلاهما وحي كما قال -سبحانه وتعالى-: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى [3] } [1] {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) } [2] .
فكل ما يبلغه عن الله -سواء كان قرآنا أو سنة- فإنه وحي أوحاه الله إليه، وكل منهما منزل كما في تلكم الآية: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113) } [3] .
فيجب الإيمان بكل ما أخبر الله به في كتابه، أو أخبر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - في سنته، كما يجب العمل بما أمر الله به في القرآن، والانتهاء عما نهى عنه سبحانه، وكذلك ما أمر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو نهى عنه، فإنه يجب العمل بأوامره - صلى الله عليه وسلم - بأوامره ونواهيه، وطاعته في أمره ونهيه.
وإنكار السنة مطلقا ودعوى أننا لسنا مكلفين إلا بالقرآن كفر وضلال ومخالفة للقرآن؛ فإن الله تعالى أمر باتباع الرسول، وبطاعة الرسول، وأخبر أنه أنزل الحكمة على الرسول كما تقدم.
قال الشيخ رحمه الله: "إن السنة تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه"، فالسنة -والمراد بالسنة في هذا السياق سنة الرسول -عليه الصلاة والسلام- وهي أقواله وأفعاله وتقريراته، هذا هو المراد بالسنة إذا ذكر الكتاب والسنة، فقيل الكتاب والسنة، فالمراد بها: سنة الرسول التي تشمل أقواله وأفعاله وتقريراته.
فسنة الرسول القولية والفعلية والتقريرية هي تبين وتفسر القرآن، وتدل على القرآن وتعبر عنه، وهذا هو الأغلب على السنة، الأغلب على سنة الرسول أنها بيان.

[1] - سورة النجم آية: 3.
[2] - سورة النجم آية: 4.
[3] - سورة النساء آية: 113.
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست