responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 16
الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه، وبما وصفه به الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما صح من سنته، هذا هو من الإيمان بالله -كما تقدم هذا-.
والإيمان بذلك يكون بإثبات ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله، وبنفي ما نفاه الله عن نفسه ونفاه عن رسوله.
يكون الإيمان بهذا بإثبات وبنفي، يقول الشيخ: "من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل". يصفون الله، يؤمنون بما وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله، من غير تحريف، يعني من غير تحريف للنصوص عن وجهها، ومن غير تحريف للكلم عن مواضعه، وهو ما ذم الله به أعداءه اليهود {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [1] .
والتحريف معناه العام: التغيير، وهو يشمل التغيير اللفظي أو التغيير المعنوي، فالتحريف اللفظي يكون بالزيادة على النص، أو النقص منه، أو تغيير الشكل.
فلا يجوز تحريف النصوص، ولا سيما آيات القرآن، فآيات القرآن يجب الالتزام بلفظها، فلا تغيير زيادة ولا نقص، ولا تغيير شكل.
وكذلك سنة الرسول -عليه الصلاة والسلام- لا يجوز تغيير لفظها بما يستلزم تغيير معناها، فإن ذلك من تحريف الكلم عن مواضعه، بل يجب إجراء النصوص على ظاهرها.
"ومن غير تعطيل": من غير تعطيل لأسماء الرب وصفاته -نفيها-، تعطيل أسماء الرب وصفاته، أو تعطيل الرب عن صفات كماله، إنما يكون بجحدها ونفيها، مأخوذ التعطيل من العطل بمعنى الخلو، يعني إخلاء الرب عما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله.
فالمعطلة ينفون ما أثبته الله لنفسه، ينفون ما وصف الله به نفسه، وما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله، فيعطلون الرب عن كماله المقدس، ينفون استواءه على عرشه، ينفون حقيقة اليدين، كما سيأتي مفصلا.

[1] - سورة النساء آية: 46.
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست