responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 102
ومن الصفات التي اشتملت عليها الآيات التي قرأت صفة المكر والكيد، المكر والكيد معناهما متقارب، وكذلك المحال {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13) } [1] يعني شديد المكر بأعدائه من الكافرين والمنافقين، شديد المحال، فمن مكر الله به فهو المغلوب؛ ولهذا قال -سبحانه وتعالى- في الكافرين: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) } [2] {وَمَكَرُوا مَكْرًا} [3] هذا في قوم صالح: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) } [4] وقال سبحانه: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) } [5] .
فالله يكيد الكافرين والمنافقين، ويمكر الله بهم وهو خير الماكرين والعباد يمكرون ويكيدون، وليس المكر كالمكر ولا الكيد كالكيد، ولكنه تعالى يمكر بأعدائه حقيقة ويكيدهم حقيقة، والمكر والكيد هو تدبير خفي يتضمن إيصال الضرر من حيث يظن النفع تدبير خفي الذي يريد أن يمكر يظهر المحبة ويظهر الإحسان، وهو يتخذ ذلك وسيلة للإيقاع بخصمه وعدوه.
والمكر من الناس منه المحمود والمذموم، فإذا كان على وجه العدل فهو محمود، وإذا كان على وجه الظلم والعدوان، فهو مذموم، فالمكر مكر الناس منه المحمود ومنه المذموم كالمكر مجازاة، أو المكر مثلا بالكفار، يعني: مكر المسلمين فالحرب خدعة، المكر بهم والتدابير الخفية للإيقاع بالكافرين، هذا كله من أنواع الجهاد في سبيل الله، لكن المكر بالمؤمنين المكر بغير حق هذا ظلم، أما المكر من الله، فهو كله محمود وعدل وحكمة، هو يمكر بالكافرين مكرا حقيقيا ويدبر تدبيرا خفيا، يوصل به العقاب من حيث يظن الإنعام.

[1] - سورة الرعد آية: 13.
[2] - سورة الأنفال آية: 30.
[3] - سورة النمل آية: 50.
[4] - سورة النمل آية: 50.
[5] - سورة الطارق آية: 15-16.
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست