responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الطحاوية المؤلف : الراجحي، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 74
وهو المبعوث إلى عامة الجن

وهو المبعوث -عليه الصلاة والسلام- إلى عامة الجن يعني أنه رسول الله إلى خلقه يعني الجن والإنس فهو رسول الله إلى الجن والإنس -عليه الصلاة والسلام- والأدلة في هذا واضحة، قال الله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى} ثم قالوا بعد ذلك: {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ} فهذا دليل على أنه مرسل إليهم.
كذلك سورة الجن: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) } سورة الرحمن: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13) } قرأها النبي صلى الله عليه وسلم عليهم وقرأها على الإنس فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لَلْجن أحسن ردا منكم ما قرأت عليهم هذه الآية {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13) } من مرة إلا قالوا: ولا بشيء من نعمك يا ربنا نكذب فلك الحمد) .
وثبت أيضا أنهم (جاءوا للنبي صلى الله عليه وسلم وأنهم سألوه الزاد فقال: لكم كُلُّ عَظْم ذُكِرَ اسمُ الله عليه يعود أوفر مما كان عليه لحما وكل بعرة ... ) أي علف لدوابكم، قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تستنجوا بالعظم والروث فإنه زاد إخوانكم من الجن) .
وثبت في قصة أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تبرح مكانك وأن الجن به حركة ولغط وأصوات) فأراد أن يذهب لكنه ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تبرح مكانك فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبره قال يا رسول الله سمعت كذا وكذا وخشيت عليك فتذكرت قولك: لا تبرح قال هل سمعت؟ قال: نعم فجاءه فأراه النبي صلى الله عليه وسلم مكان نيرانهم وأخبره أنهم سألوه كذا وكذا) .
فهذه أدلة تدل على أنه مرسل إلى الجن -عليه الصلاة والسلام-. قال ابن القاسم: إنه لم يرسل نبي إلى الإنس وللجن إلا محمد صلى الله عليه وسلم لكن هذا بعيد؛ لأن ظاهر قوله تعالى: {يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى} ظاهره بأن موسى مرسل إليهم {يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى} وكذلك أيضا قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} دليل أنه أُرْسِل إليهم رُسُلٌ {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ} .
فإذن أحد الثقلين أرسل إليهم الرسل، ولكن النبوة والرسالة هل تكون في الجن هل يكون من الجن رسول ونبي قال بعضهم: هذا روي عن الضحاك بن مزاحم أنه يكون من الجن نبي، وقال آخرون كمجاهد وغيره والذي روي عن ابن عباس: أن الرسل تكون من الإنس خاصة، وأما الجن يكون فيهم نُذُرٌ يُنْذِرُونَ كما في الآية {فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) } {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ} .
النبوة والرسالة تكون في الإنس، والجن إنما يكون فيهم نُذُرٌ، وأما قوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} فلا يلزم من ذلك أن يكون الرسل منهم وإنما أحدهما وهو الإنس كقوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) } ثم قال: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) } وإنما يخرج اللؤلؤ من أحدهما، وهو المالح دون العذب.
وقال آخرون: لا مانع {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} ظاهرها أنه يكون منهم الجن، أن يكون من الجن رسل. وقالوا: إن القول يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ليس بصحيح أنه اللؤلؤ والمرجان لا يكون بل قد يخرج من الحلو والله أعلم بالصواب.
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم مرسل إلى كافة الورى إلى عموم الناس إلى يوم القيامة العرب والعجم هذه أدلة واضحة ولا شك في هذا.
من أنكر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى عموم الناس أو قال: إن النبوة رسالة خاصة بالعرب فهو كافر قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} وقال سبحانه: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) } وقال سبحانه: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} وقال تعالى: {وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} إلى يوم القيامة كل من بلغ، وقال سبحانه {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (79) } .
اسم الکتاب : شرح الطحاوية المؤلف : الراجحي، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست