responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 316
ثمَّ يكون مُضْغَة مثل ذَلِك ثمَّ يُرْسل إِلَيْهِ الْملك فينفخ فِيهِ الرّوح وَأجِيب بِالْفرقِ بَين نفخ الرّوح وخلقه فالروح مخلوقة من زمن طَوِيل وَأرْسلت بعد تصور الْبدن مَعَ الْملك لإدخالها فِي الْبدن السَّابِعَة ذهب أهل الْملَل من الْمُسلمين وَغَيرهم إِلَى أَن الرّوح تبقى بعد موت الْبدن وَخَالف فِيهِ الفلاسفة دليلنا قَوْله تَعَالَى {كل نفس ذائقة الْمَوْت} والذائق لَا بُد أَن يبْقى بعد المذوق وَمَا تقدم فِي هَذَا الْكتاب من الْآيَات وَالْأَحَادِيث فِي بَقَائِهَا وتصرفها وتنعيمها وتعذيبها إِلَى غير ذَلِك وعَلى هَذَا فَهَل يحصل لَهَا عِنْد الْقِيَامَة فنَاء ثمَّ تُعَاد تَوْفِيَة بِظَاهِر قَوْله تَعَالَى {كل من عَلَيْهَا فان} أَولا بل تكون من الْمُسْتَثْنى فِي قَوْله {إِلَّا من شَاءَ الله} قَولَانِ حَكَاهُمَا السُّبْكِيّ فِي تَفْسِيره الْمُسَمّى بالدر النظيم وَقَالَ الْأَقْرَب أَنَّهَا لَا تفنى وَأَنَّهَا من الْمُسْتَثْنى كَمَا قيل فِي الْحور الْعين إنتهى
وَفِي كتاب إِبْنِ الْقيم أختلف فِي أَن الرّوح تَمُوت مَعَ الْبدن أم الْمَوْت للبدن وَحده على قَوْلَيْنِ وَالصَّوَاب أَنه إِن أُرِيد بذوقها الْمَوْت مفارقتها للجسد فَنعم هِيَ ذائقة الْمَوْت بِهَذَا الْمَعْنى وَإِن أُرِيد أَنَّهَا تعدم فَلَا بل هِيَ بَاقِيَة بعد خلقهَا بِالْإِجْمَاع فِي نعيم أَو عَذَاب وَقد أخرج إِبْنِ عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق بِسَنَدِهِ إِلَى مُحَمَّد بن وضاح أحد أَئِمَّة الْمَالِكِيَّة قَالَ سَمِعت سَحْنُون بن سعيد وَذكر لَهُ عَن رجل يذهب إِلَى أَن الْأَرْوَاح تَمُوت بِمَوْت الأجساد فَقَالَ معَاذ الله هَذَا قَول أهل الْبدع الثَّامِنَة إختلف فِي معنى قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْأَرْوَاح جنود مجندة فَمَا تعارف مِنْهَا إئتلف وَمَا تناكر مِنْهَا إختلف فَقيل هُوَ إِشَارَة إِلَى معنى التشاكل فِي الْخَيْر وَالشَّر

اسم الکتاب : شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 316
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست