responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب المؤلف : الأشعري، أبو الحجاج    الجزء : 1  صفحة : 73
نص الكتاب
" بسم الله الرحمن الرحيم "
قال السيد الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي[1] بشر الأشعري البصري - رحمه الله -:
الحمد لله الذي حبب إلينا التمسك بالسنن[2] الهادية وجنبنا سبل البدع3
المردية، وكنف[4] قلوبنا بثلج[5] اليقين، وأعزنا بسلطان الدين، وجعلنا لرسوله[6] صلى الله عليه وسلم متبعين وبإمامته معتصمين، ووهب لنا من أنس الجماعة[7] ما زالت به عنا[8] وحشة الشذوذ والبدع.

[1] في (ت) ابن علي بن بشر، والصواب ما ذكر في النسخة التي اعتمدت عليها، وقد استوفيت ترجمته في المقدمة.
[2] السنن: جمع سنة، وتطلق على ما يقابل البدعة، ولها تعريفات متنوعة عند الفقهاء والأصوليين والمحدثين. انظر كلاماً جامعاً في ذلك في كتاب "البدعة تحديدها وموقف الإسلام منها" للدكتور عزت عطية ص119 طبعة دار الكتب الحديثة بالقاهرة.
3 البدع: جمع بدعة، ومن أحسن التعريفات التي وقفت عليها لتحديد معنى البدعة ما ذكره ابن رجب الحنبلي في قوله: "والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، أما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعاً، وإن كان ببدعة لغة". انظر: جامع العلوم والحكم ص252 مطبعة الحلبي بالقاهرة 1347هـ.
والمراد بما كان له أصل من الشرع يدل عليه، ما كان له مستند شرعي وذلك مثل جمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس على إمام واحد في رمضان فلقد فعله الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث ليال، وكذلك جمع المصحف في كتاب واحد في عهد أبي بكر رضي الله عنه وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بكتابة الوحي، فلا فرق بين أن يكتب مفرقاً أو مجموعاً.
[4] كنف هنا: بمعنى حفظ وستر، وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما في النجوى: "يدني المؤمن من ربه يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه" قال ابن المبارك: "يعني يستره". انظر في ذلك لسان العرب لابن المنظور 11/219 طبعة الدار المصرية للتأليف والترجمة، والقاموس المحيط 3/198 طبعة المؤسسة العربية للطباعة والنشر بيروت.
[5] ثلجت: يعني اطمأنت، يقال ثلجت نفسي بالأمر: إذا اطمأنت إليه وسكنت، وثبت فيها، ووثقت به. لسان العرب 3/45، والقاموس المحيط 1/187.
[6] في (ت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
[7] المقصود بالجماعة: جماعة المسلمين من الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ومن المعلوم أن العدد في الجماعة لا عبرة له، بل المعتبر قيامهم بكتاب الله والسنة كيف كانوا وأين كانوا وقد ختم النبي صلى الله عليه وسلم حديثه الطويل الذي أخرجه مسلم من طريق ثوبان قوله: "ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى".
قال ابن عبد الوهاب تعليقاً على هذا الحديث: "وفي الآية العظيمة أنهم مع قلتهم لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم". انظر: تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد ص379 الطبعة الرابعة - المكتب الإسلامي عام 1400هـ.
[8] ساقطة من (ت) .
اسم الکتاب : رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب المؤلف : الأشعري، أبو الحجاج    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست