ابتداءً بنطقه بها، ويسمى مسلما حتى يتبين منه ما ينافيها من بقائه على الشرك كهؤلاء الجهال، أو إنكاره لشيء من فرائض الإسلام بعد بيانها له، أو إيمانه بدين يُخالف دين الإسلام، والأنبياء والأولياء [1] بريئون ممن يدعوهم ويستغيث بهم؛ لأن الله - تعالى - أرسل رسله لدعوة الناس إلى عبادته وحده، وترك عبادة من سواه نبيًّا أو وليًّا أو غيرهما.
ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، والأولياء المقتدين به ليست في عبادتهم؛ لأن عبادتهم عداوة لهم، وإنما محبتهم في الاقتداء بهم والسير على طريقتهم، والمسلم الحقيقي يحب الأنبياء [1] أولياء الله هم الموحدون لله المطيعون له، المتبعون لرسوله صلى الله عليه وسلم، منهم من يعرف بسبب علمه وجهاده، ومنهم من لا يعرف، والمعروف منهم لا يرضى أن يقدسه الناس، والأولياء حقًّا لا يدعون أنهم أولياء بل يرون أنهم مقصرون، وليس لهم لباس مخصوص أو هيئة مخصوصة إلا التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك، وكل مسلم موحد لله متبع لرسوله فيه من الولاية لله بقدر صلاحه وطاعته، وبهذا يتبين أن الذين يدعون أنهم أولياء لله، ويلبسون لباسا خاصًّا لكي يعظمهم الناس ويقدسوهم، يتبين أنهم ليسوا أولياء لله ولكنهم كذَّابون.