اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 99
تضعيف الحديث، فإنه قد يبدو له من فهم الحديث معنى إذا رجع إلى الحديث وألفاظه المختلفة وكلام أهل العلم تبين له أن ما فهمه من الحديث غير صحيح.
وإلا فقولوا لنا: ما هو الضابط لرد الأحاديث أو قبولها؟
أو كلما تعثر عقل امرئ في قبول حديث سارع في تكذيبه ورده؟!
ألا يعلم الغزالي أن هناك من يردون أحاديث قبلها هو وقبلتها الأمة كلها بحجة أنها لا توافق العقل؟.
فكيف يستطيع أن نحسم الفوضى؟ ونوقف تيار الجراءة على السنة والمسارعة في ردها؟
إن الهجوم هكذا بدون ضوابط ولا أصول أمر في غاية الخطورة.
وتعويل الغزالي على موضوع (الشذوذ) و (العلة) هو الآخر مسألة علمية دقيقة مرتبطة بدراسة الأسانيد، ومعرفة أحوال الرواة، واختلافهم على الشيوخ، ومن ثم ترجيح رواية بعضهم على بعض عند التعارض.
الموقف الخامس: سكنى الشام (ص 30- 31)
يقول: (وقد قرأت للمنذري -رحمه الله - في الترغيب والترهيب ستة عشر حديثاً في سكنى الشام، وما جاء في فضلها وأغلبها من رواية الترمذي، والحاكم، والطبراني، وابن حبان، وأبي داود، وأحمد، وما يروى -يعني من هذه الأحاديث- فهو عندما يتعرض للإسلام للخطر من قبله، أو تحدث ثغرة في حدوده تتطلب الرجال لسدها، ولما كانت فلسطين جزءا من الشام فنحن نعد الفرار منها عصيانا، والثبات فيها جهادا وللمدافعين عن الإسلام في أفغانستان، والفلبين، وسائر أراضيه كل الحقوق التي لعرب فلسطين أو لأرض الشام، كما جاء في الأحاديث الستة عشر) .
التعليق:
1- كلام المؤلف قد يوهم بأنه يضعف الأحاديث الواردة في سكنى الشام، لأن السياق يشعر بذلك فإنه جاء بهذا الكلام بعد قوله (إن قبلنا سندها على إغماض) فيكون الكلام هكذا: يقول (وما أكثر الأحاديث المنتشرة اليوم بين الشباب فيستنتجون منها أحكاماً سيئة إن
اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 99