responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة    الجزء : 1  صفحة : 98
عند الترمذي (حديث حسن) وفي بعض النسخ (حسن صحيح) وهو كما قال ومنها حديث ابن مسعود عند الترمذي وقال (حديث حسن) وأما الأحاديث الواردة في جواز النعي فمنها الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة (أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي إلى أصحابه في اليوم الذي مات فيه فحرج بهم إلى المصلى وكبر عيه أربعا) وهذا صريح في جواز النعي لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعله، ولا مانع من كل حمل كل نوع من الأحاديث على حال فإن أهل العلم لم يضعفوا هذه الأحاديث ولا تلك لم يضعفوا أحاديث النعي بأحاديث النهي، ولا أحاديث النهي بأحاديث النعي، بل حملوا كل نوع على محمل، وهذا هو مسلك الراسخين في العلم الذين يحملون كل نوع من النصوص على محمل ويفهمون الموضوع على ضوء الأحاديث كلها، كما فصل ذلك أتم تفصيل الإمام الشاطبي في كتابه (الاعتصام) وغيره من كتبه وبناءً عليه نقول بأن الإخبار لمصلحة، جائز كالصلاة عليه، أو مسامحته أو ما أشبه ذلك، أو أن يكون الإخبار أمراً عادياً لا يقصد فيه الإعلان بموته، وهذا مذهب الجمهور والممنوع منه ما كان فيه مفاخرة وتعداد للمحاسن أو يصاحبه نحيب أو عويل أو جزع، أو ما أشبه ذلك، ولو سلكنا مسلك الرد بمثل هذا لما بقي من السنة شيء، بل إن في القرآن الكريم من هذا الكثير الكثير.
2- قوله في بعض الأحاديث التي تنتشر عند الشباب يقول (إن قبلنا سندها على إغماض فإن متنها لا يصح قبوله) أقول لا داعي للقبول على إغماض، فإن ما صح سنده من الأحاديث لا ينبغي التسرع في رد متنه فإنه قد يتوهم أن هذا المتن يعارض متناً آخر، وهذه المتون التي ظاهرها التعارض يجمع بينها بحمل كل حديث على حال، وهذا باب واسع، حتى الآيات القرآنية الكريمة قد يظهر بين بعضها شيء من التعارض فيدفعه أهل العلم، كما نقل عن ابن عباس وغيره في ذلك، وللشيخ الشنقيطي كتاب سماه (دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب) والشيء نفسه يوجد في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا يدعو إلى تضعيف حديث بحديث مع أن إسناد كل منها صحيح، فإن لم يكن الجمع يمكن القول بالنسخ إذا ظهر دليله، دون أن يطعن في الراوي.
وفي ذلك مؤلفات كتبها أهل العلم، كما كتب الإمام الطحاوي، وقبله الطبري في الجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض.
وقد يتوهم أحياناً أن الحديث يعارض العقل أو الواقع أو يعارض التاريخ أو ما أشبه ذلك، فهذه على الإنسان أن يرجع فيها إلى ما قاله أهل العلم المتخصصون كابن قتيبة، وابن تيمية، وابن القيم، وابن حزم، والخطابي، وغيرهم من شراح الأحاديث قبل أن يسارع إلى

اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست