اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 57
• ويضيف الغزالي: (إنني أود لو كتب المصحف بالإملاء المعهود لا بالرسم العثماني، ولكني لا أبيح لنفسي نشر مصحف بهذا الإملاء شاقاً الإجماع السائد، وقد أنكرت على أحد الحكام تغييره للتاريخ بالهجرة وجعله التاريخ بدءاً من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، إن هذا التصرف عابث وخروج على إجماع محترم دون سبب واضح أو غامض) أ. هـ.
هل يمكن أن نعتبر الغزالي حكم على نفسه بالشذوذ عن الجماعة وحكم على تصرفه بأنه تصرف عابث؟ لماذا؟ لأنه نقض ذلك الإجماع على منع المرأة من تولي المناصب العليا -وخاصة رئاسة الدولة- ذلك الإجماع الثابت قولاً وفعلاً وهو إجماع أقوى من الإجماع على كتابة المصحف بالرسم العثماني أقوى، لأنه إجماع قولي وفعلي، ومن جهة أخرى فهو إجماع يعتمد على نصوص شرعية صريحة مثل قوله تعالى: [الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ] {النساء:34} ] ومثل قوله تعالى: [وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ] {البقرة:228} ، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم -كما في صحيح البخاري: {لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة} . وهو دليل على تحريم تولي المرأة للولاية العظمى وغيرها من الولايات الكبيرة، لأن الحديث عام، فلفظة (قوم) تشمل كل قوم، ولفظة (امرأة) تشمل امرأة، فكل قوم أو أي قوم ولوا أمرهم امرأة فإنهم لا يفلحون. وهكذا حكم الرسول صلى الله عليه وسلم!
6- وأخيراً: إننا نعلم أن المرأة الغربية استقلت شخصيتها عن والدها وصارت لا ترضى أن يتدخل في شؤونها مع صديقها الذي يضاجعها في بيت والدها -وهذا يحدث لبعض العرب المهاجرين المتزوجين من أجنبيات. وحتى الطفل إذا أدبه والده اتصل بالشرطة من البيت ليأخذوا الوالد ويحاكموه. . .!
فالضبط: إلى أي حد. . . وإلى أي مستوى سنجاري أعراف قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل؟
2- قضية الحجاب
ومع أن رأي الغزالي في هذه المسألة لا يخلو من اضطراب وتردد، إلا أن اللهجة الغالبة عليه هي نبذ المحجبات والداعين للحجاب - وعلى كل حال لننظر في مدى اطراد رأي الغزالي في هذه المسألة:
1- في كتاب "مائة سؤال ج2/ 285) يقول: (هناك من يرى أن المرأة لا يجوز أن يلمح شبحها في مكان، فما الذي يجعل هذا الكلام دين محمد؟ إنه أمر بالغ السخف أن يرى أحد رأياً ثميقول هذا هو الدين لا دين غيره، نعم قد يقال هو وجهة نظر في فقه ما ورد من آثار، ولا أحارب هذا) أ. هـ.
اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 57