responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة    الجزء : 1  صفحة : 121
مثل خباب بمثل هذا، لأن هذا قد يجرئ الآخرين على أن يقولوا في خباب وغير خباب ما هو أشد من ذلك ومن قبل كان (الكوثري) وهو إمام من أئمة الضلال في هذا العصر يرمي أنس بن مالك رضي الله عنه بأنه قد خرف فيروي أشياء لا صحة لها، إلى غير ذلك.
ومن أخطر الأمور أن نفتح باب الوقيعة في الصحابة بأسلوب أو بآخر، وهذا ما يتمناه أعداء السنة من الرافضة وغيرهم، فيستكثر على الشيخ وهو الذي يكثر من الحديث عن ضرورة تحلي الدعاة بالآداب مع شيوخهم وأساتذتهم ومع من يكبرهم ومع الأئمة أن يقول مثل هذا عن خباب رضي الله عنه.
• (ومنها) أن هذا الكلام الذي قاله الشيخ ليس سليماً، فإن الحديث إذا قرأناه بأكمله يتبين منه شيء آخر غير ما ظنه الشيخ والحديث عن قيس بن أبي حازم قال: دخلنا على خباب نعوده وقد اكتوى سبع كيات فقال رضي الله عنه: (إن أصحابنا الذين سلفوا ومضوا، مضوا ولم تنقصهم الدنيا، وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعاً إلا التراب ولولا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به) قال ثم أتيناه مرة أخرى وهو يبني حائطاً له فقال (إن المسلم يؤجر في كل شيء ينفقه إلا في شيء يجعله في هذا التراب) .
إذاً الآن خباب يبني حائطاً، وهذا يؤكد أنه ما كان مريضاً حين قال هذه الكلمة حتى يقال إنه تكلم وعليه مسحة تشاؤم أصابته أو غلبت عليه لمرضه الذي اكتوى منه، لأنه قد شفي من هذا المرض وأصبح يبني وقد وجدوه على الحائط وهو يتكلم معهم وهو فوق هذا الحائط!
والكلام الذي يقوله خباب رضي الله عنه محمول على التوسع والفضل الذي لا يحتاج إليه الإنسان، وإنما هو زيادة وأما من بنى ما يسكنه وما لا غنى عنه فإنه إن احتسب مأجور على ذلك.
وليت المؤلف رجع إلى كلام أهل العلم وشراح الحديث، إذاً لأعفى نفسه من العناء فيما لا طائل وراءه في مواضع كثيرة.
• (ومنها) قول الشيخ لا يجوز أن نعد البناء رذيلة فقد يكون فريضة لا أدري من هو الذي عد البناء رذيلة، هل تجدون من كلام خباب ما يومئ إلى أن البناء رذيلة؟
خباب قال لا يؤجر عليه، فإن حملنا كلامه على أنه يقصد البناء الذي لا حاجة إليه فهذا كلام لا إشكال فيه، وإن فرضنا جدلاً- تنزلاً- أن خباب يقصد كل البناء -وهذا بعيد جداً-

اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست