اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 120
الذين أصبحت حكاياتهم حديث الساعة، أليس من فقه الدعوة أن يعرف المتحدث صدى حديثه ووقعه على الناس؟ وهل سيؤدي إلى مفسدة ما؟ فلا يلقى بالكلام على عواهنه ويطلقه بلا زمام ولا خطام! وكأني بالشيخ يقول: رأي رأيته لا بد أن أعلنه،. لك ذلك لكن لماذا هذا الهجوم على المخالفين لك؟ إنك كثيراً ما تلوذ بالأئمة الأربعة أو بعضهم وتقول: رأي الجمهور.. فما بالك تهاجم من يقول غير ما تقول، مع أنه لم يتبن رأياً شاذاً ذهب إليه ابن حزم -كما تفعل- لا بل هو يظاهر رأي الجماهير إن لم يكن الإجماع.
وقبل مغادرة هذا الموضع أهمس في أذن القارئ: أين أهل الفقه ها هنا؟ وأين أهل الحديث؟! انحصرت القسمة في أبي محمد!! (1)
الموقف الثالث عشر: حديث خباب في البناء (ص 87)
وهو يتحدث عن آداب المساكن وعن نعمة السكن والبيوت يقول الشيخ: (من أجل ذلك استغربت ما رواه الشيخان عن خباب بن الأرت قال: (إن أصحابنا الذين سلفوا ومضوا لم تنقصهم الدنيا وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعاً إلا التراب) ثم يقول خباب (إن المسلم يؤجر في كل شيء ينفقه إلا في شيء يجعله في هذا التراب) يقول الشيخ: (وكلام خباب رضي الله عنه عليه مسحة تشاؤم غلبت عليه لمرضه الذي اكتوى منه ولا يجوز أن نعد البناء رذيلة فقد يكون فريضة) .
التعليق:
الأثر عن خباب رضي الله عنه رواه الشيخان -البخاري ومسلم- موقوفاً عليه من قوله هو كما ذكره المؤلف ها هنا، ثمت ملاحظات:
• (منها) أن قول الشيخ -إن هذا القول عليه مسحة تشاؤم لمرضه الذي اكتوى منه- الحقيقة أعتقد أن الأدب الذي يلزم المسلم به نفسه مع أولئك الصحابة، هذا الجيل العظيم الذي اختاره الله عز وجل لصحبة محمد -صلى الله عليه وسلم- وأبلوا معه البلاء الحسن في الجهاد والحروب والمغازي والصبر على اللأواء والشدة، ثم أبلوا بلاءً حسناً في الصبر على هذا الدين بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ونقل-القرآن والسنة- إلى الناس، يتطلب الأدب مع هذا الجيل أن لا يرمى
(1) أعني ابن حزم رحمه الله!
اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 120