وقال مالك: بلغني أن عمر بن الخطاب كان يقول:"سُنتْ لكم السنن، وفرضت لكم الفرائض، وتُرِكتم على الواضحة، إلا أن تميلوا بالناس يمينا وشمالا"[1].
وقال صلى الله عليه وسلم: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين" [2].
فأخبر أن الغالين يحرفون ما جاء به، والمبطلين، ينتحلون بباطلهم غير ما كان غير ما كان عليه، والجاهلون يتأولونه على غير تأويله، وفساد الإسلام من هؤلاء الطوائف الثلاثة، فلولا أن الله تعالى يقيم لدينه من ينفي عنه ذلك لجرى عليه ما جرى على أديان الأبياء مثله من هؤلاء[3].
وحذر عليه الصلاة والسلام من الغلو فقال: "إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو" [4]، وسد الذرائع الموصلة إليه، فنهى عن الإطراء وقال: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله" [5]. [1] انظر إغاثة اللهفان 1/159. [2] الكامل لابن عدي 1/152،153، من طرق كثيرة ضعيفة كما ذكر ذلك الدارقطني وأبو نعيم، ويمكن أن يتقوى بتعدد الطرق. [3] ابن قيم الجوزية، إغاثة اللهفان 1/159. [4] مسند الإمام أحمد 1/215، وغيره، حديث صحيح. [5] تقدم تخريجه ص 289.