أسلوب التذكير بهذه الفطرة التي فطر الله الناس عليها والتي لأجلها أشهدهم على أنفسهم في الأزل، وشهدوا بذلك[1].
2- دليل الخلق والتدبير:
تناول القرآن الكريم قضية الخلق والتدبير تناولا فريدا، وعني بتوجيه العقول إلى النظر في آفاق الكون وآيات الله الكثيرة، وأهاب بالعقل أن يستيقظ من سباته ليتفكر في ملكوت السماوات والأرض، وما أودع فيهما من الآيات، ويكرر القرآن ذلك في أساليب متنوعة ليرى هذا الإنسان ويسمع في آفاق الكون ما يقوده إلى الإيمان بخالقه سبحانه وتعالى ويعلم أن هذا الكون لم يكن وليد الصدفة كما يزعم الملحدون الجاحدون، بل هو صنع الله الخالق المدبر، المستحق للعبادة وحده لا شريك له.
فوا عجبا كيف يعصى الإله ... أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيء له آي
ة ... تدل على أنه واحد2
وقد جاء الحديث في القرآن الكريم عن قضية الخلق في أغلب سوره عن خلق الإنسان وخلق السماوات والأرض والجبال والأنعام وغير ذلك [1] انظر: كتاب التوحيد وإخلاص العمل لوجه الله عز وجل لابن تيمية، تحقيق د. محمد السيد الجليند ص22-38، والعقيدة في الله للدكتور عمر الأشقر ص65-66.
2 انظر: كتاب التوحيد وإخلاص العمل لوجه الله عز وجل لابن تيمية، تحقيق د. محمد السيد الجليند ص 54، وكتاب الإيمان في القرآن للدكتور / مصطفى عبد الواحد ص 16-18.