أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود يولد إلا على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه، أو يمجسانه" [1] ولم يقل يسلمانه لأن الإسلام موافق للفطرة.
ومنها حديث عياض بن حمار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم فكان مما جاء في خطبته: "إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني في يومي هذا، كل مال نحلته (منحته) عبدا حلال، وأني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فأضلتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا" [2].
بل إن توحيد الله تعالى أمر فطري كذلك، قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [3].
ولهذا كان قول الرسل عليهم الصلاة والسلام لأممهم: {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [4] وتجد أسلوب القرآن في آيات المعرفة الفطرية [1] البخاري مع الفتح 3/219. [2] صحيح مسلم مع شرح النووي 17/197. [3] الآية 30 من سورة الروم. [4] الآية 10 من سورة إبراهيم.