وهكذا كانت دعوته صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد في المدينة جهادا متواصلا باللسان والسنان، دعوة إلى هذه العقيدة ونشرا لها ودفاعا عنها وحماية لها، حتى انتشرت في أرجاء الجزيرة فعلا صوت التوحيد واختفى صوت الشرك ودخل الناس في دين الله أفواجا، ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم حماة لهذه الدعوة وهذه العقيدة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبين لهم فضل الله عليهم بنعمة التوحيد وما للموحدين من عظيم الأجر ورفيع الدرجات عند ربهم، ويبين لهم خطر الشرك ويحذرهم منه ويسد كل طريق يوصل إليه، قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [1].
وقال سبحانه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [2]. [1] الآية 164 من سورة آل عمران. [2] الآية 128 من سورة التوبة.