عبد الرحمن: ثم أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلي بأبي طالب وأمره أن يؤذن ببراءة، قال أبو هريرة: فأذن معنا علي يوم النحر في أهل مني ببراءة، وأن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان"[1].
وبهذا أعلنت البراءة من المشركين في ذلك اليوم العظيم والموقف العظيم وانكسرت شوكة الشرك والمشركين وارتفعت كلمة التوحيد ورايته، وانفتح الطريق لهذه الدعوة لتصل إلى الناس تخرجهم من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، واستقرت في نفوسهم هذه الدعوة وهذا الدين، وتهيأت النفوس لقبول ذلك إيمانا وطاعة لله تبارك وتعالى واتباعاً لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الطريق القويم للدعوة الذي ينبغي لدعاة الإسلام أن يسلكوه في دعوتهم للناس، وهي دعوة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وإمامهم نبينا محمدصلى الله عليه وسلم الذي قال له ربه عز وجل: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [2].
"إن الدعوة إلى التوحيد الخالص أساس كل إصلاح، فمن واجب دعاة الإصلاح أن يجاهدوا في تقويم العقائد، فإن العقائد السليمة مصدر كل خير، والعقائد الزائفة منشأ كل شر"3 [1] البخاري مع الفتح 8/317. [2] الآية 108 من سورة يوسف.
3 خالد محمد على الحاج، كتاب مصرع الشرك والخرافة ص 164.