نصرا من الله لدينه ورسوله وخذلانا لأعدائه، وتحولا كبيرا في تاريخ هذه الدعوة التي بعث بها خاتم المرسلين إلى الناس أجمعين.
ثمرات دعوة التوحيد في الفترة المكية:
استمرت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة ثلاث عشرة سنة كاملة كلها دعوة إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له وحده، ونبذ ما سواه، ولم تنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم تفصيلات الشريعة بل كانت هذه الفترة كلها تعالج قضية واحدة وهي قضية العقيدة والإيمان بالله تعالى، وما يتعلق بذلك من أمور هذه العقيدة وترسيخها في القلوب، ونزل أكثر القرآن الكريم في تلك الفترة في تقرير هذه الحقيقة ومعالجة هذه القضية التي هي أهم القضايا والغاية من إرسال الرسل، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [1].
ولقد كانت هذه الفترة في مكة تربية لأولئك المؤمنين الأوائل، وتثبيتا لهذه العقيدة في قلوبهم، حتى رسخ فيها توحيد الله تعالى وحده والبراءة مما سواه، وتلك حكمة عظيمة من الحكيم الخبير آنت بعد ذلك ثمارها الطيبة بإذن ربها، ورأى الناس نتائج تلك التربية على توحيد الله التي غُرست وسُقيت في مكة وآتت أكلها طيبة على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيدي أصحابه [1] انظر كتاب منهج القرآن في تربية المجتمع للدكتور / عبد الفتاح عاشور ص 148.