وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ} [1].
فانظر كيف يدعوهم الله في القرآن إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة، ويستدل لذلك ويحتج عليهم بما يرونه ويقرون به من توحيد الربوبية، وأن أحدهما لا يكفي عن الآخر، بل هما متلازمان كل منهما يقرر الآخر ويدعو إليه، ويعيب عليهم عبوديتهم لغير الله مع إقرارهم بربوبيته.
ولو تتبعنا ما نزل في الفترة المكية في هذا الموضوع لطال الكلام، إذ السور المكية زاخرة بذلك تبين كيف كانت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفترة منصبة إلى تقرير التوحيد وغرسه في قلوب الناس بألوان شتى من أساليب الدعوة، هذا الذي تقدم ذكره أحدها.
ضرب الأمثلة:
ومن الأساليب التي سلكها رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوة الناس إلى توحيد الله تعالى ضرب الأمثلة، وهو من الأساليب التي تقرب الحقائق إلى الأفهام فتظهرها في صورة المحسوس فيسهل فهمها وتزداد الحجة بذلك، وقد أنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم أنواعا من الأمثلة في القرآن الكريم ليبلغها للناس، [1] الآيات من 59-66 من سورة النمل.