وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من النوم يقول: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور" [1].
وهذا يرجح القول بأن المراد بالتوفي النوم على قول من قال: إن الله أماته ساعات ثم أحياه، أو قول من قال: إن الله تعالى أماته ثلاثة أيام ثم أحياه، وغير ذلك من الأقوال[2].
وقد أكذب الله تعالى اليهود في زعمهم قتل عيسى عليه السلام فقال سبحانه: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} [3].
فقد فضح الله تعالى كيد اليهود ومكرهم وكذبهم أنهم قتلوا عيسى، أما النصارى فمع كونهم لم يشاهدوا ذلك، فإن عامتهم قد سلموا بذلك، وضلوا فيه ضلالاً مبيناً، وصار الصليب شعار عبادتهم ورمز تعارفهم وتفاخرهم.
نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان:
سبق الكلام عن رفع عيسى عليه السلام إلى السماء، وسينزل عليه [1] البخاري مع الفتح 7/ 16، ومسلم بشرح النووي 17/ 35. [2] انظر: تفسير ابن كثير 1/ 366، وأضواء البيان لمحمد الأمين الشنقيطي 1/ 245. [3] الآيتان (157 – 158) من سورة النساء.