اسم الکتاب : تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل المؤلف : الباقلاني الجزء : 1 صفحة : 238
وَقَالُوا إِن هَذِه الْأَوْصَاف جَارِيَة على السوَاد وَالْبَيَاض لَا لأنفسهما وَلَا لعِلَّة وَإِن لم تعلم أَنفسهمَا إِلَّا عَلَيْهِمَا قيل لَهُم فَمَا أنكرتم أَيْضا أَن يكون الْقَدِيم وَعلمه قديمين لَا لأنفسها وَلَا لعِلَّة وَإِن لم تعلم أَنفسهمَا إِلَّا قديمتين وَلَا فصل لَهُم فِي ذَلِك وَفِيه سُقُوط مَا عولوا عَلَيْهِ شُبْهَة لَهُم أُخْرَى
وَإِن هم قَالُوا الدَّلِيل على أَن الله سُبْحَانَهُ لَا يجوز أَن يكون عَالما بِعلم أَنه لَو كَانَ علم لوَجَبَ أَن يتَعَلَّق بالمعلومات على وَجه تعلق علومنا بهَا وَلَو كَانَ كَذَلِك لوَجَبَ أَن يكون علمه من جنس علومنا لِأَن العلمين إِنَّمَا يجب تماثلهما لتعلقهما بِمَعْلُوم وَاحِد على وَجه وَاحِد فَلَمَّا لم يجز أَن يكون علمه من جنس علومنا ثَبت أَنه لَا علم لَهُ يُقَال لَهُم لم قُلْتُمْ إِن طَرِيق الْعلم بتماثل العلمين الْمُحدثين هُوَ أَن يكون متعلقهما وَاحِدًا على وَجه وَاحِد أباضطرار علمْتُم هَذَا أم بِنَظَر واستدلال
فَإِن قَالُوا باضطرار أمسك عَنْهُم أَو قلب الْكَلَام عَلَيْهِم فِي منع تماثل مَا هَذِه سَبيله وادعي فِيهِ علم الِاضْطِرَار وَإِن قَالُوا بِنَظَر قيل لَهُم وَمَا هُوَ فَإِن قَالُوا هُوَ علمنَا بتماثل كل علمين من علومنا إِذا كَانَ متعلقهما وَاحِدًا على وَجه وَاحِد قيل لَهُم وَمَا فِي هَذَا من الدَّلِيل وَمَا أنكرتم أَنَّهُمَا لم يتماثلا لهَذِهِ الْعلَّة وَلَكِن لأنفسهما فَقَط وَمن حَيْثُ علم أَنه لَا صفة جَازَت على أَحدهمَا إِلَّا وَهِي جَائِزَة على الآخر وَلَا صفة وَجَبت
اسم الکتاب : تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل المؤلف : الباقلاني الجزء : 1 صفحة : 238