اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح الجزء : 1 صفحة : 472
أعجب من ستر المسيح بالغمامة ومعه نفر يسيرة.
وأما شفاء المجنون من جنونه[1]، فالتوراة تشهد أن موت الفجأة وقع في بني إسرائيل فقتل منهم في يوم واحد آلافاً منهم، فأخذ هارون / ([2]/16/أ) البخور في مجمرة وقام بين الأموات والأحياء، فكفّ الموت عن بقيتهم[2]، وما الجنون إلاّ مرض أصاب العقل، وهو دون مرض جملة البُنية. وكذلك نهشتهم الحيات في التيه فاتّخذ لهم حية من نحاس، فكان كلّ من لدغته حية جاء إلى الحية النحاس فيبرأ من علته[3]، فهاتان الآيتان من التوراة أعجب من فعل المسيح.
وأما إجابة دعوته[4]، فالتوراة تشهد بأن إسحاق حين كبر وقرم إلى اللحم وقضى أولاده شهوته دعا ليعقوب وعيسى فاستجيب فيهما[5]. وكذلك قالت: إن يعقوب بارك ودعا لأولاده عند وفاته، فلم ترد دعوته[6]، ومما أخبر يعقوب تلميذ المسيح في رسالته: أن إلياس دعا على قومه فلم تمطر السماء ثلاث سنين وستة أشهر. ثم دعا بعد ذلك فزال الجدب[7]. وهذا أعجب من فعل المسيح وأغرب. وقد بقيت للأنبياء آيات لم يأت المسيح عليه السلام بنظيرها فنسمع بتسطيرها. والله أعلم. [1] مرقس 1/21-28، يوحنا 4/31-37، متى 9/32-34، 12/22-37. [2] عدد 16/41-50. [3] عدد 21/6-9. [4] ورد أن المسيح دعا الله لأجل إحياء لعازر في إنجيل يوحنا 11/1-46، ودعا لأجل إطعام الكثير من الطعام القليل في إنجيل متى 14/15-21، وغير ذلك. [5] تكوين الإصحاح (27) . [6] تكوين الإصحاح (49) . [7] رسالة يعقوب 5/17، 18.
اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح الجزء : 1 صفحة : 472