اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح الجزء : 1 صفحة : 22
بالله محمّد الخلافة العباسية ومبايعته بالقاهرة[1].
تلك كانت أهمّ الأحداث وأبرزها في عصر المؤلِّف باختصار، ويهمنا الآن معرفة دور المؤلِّف فيها، وما مدى تأثيرها فيه؟
لم تذكر المصادر[2] التي ترجمت للمؤلّف - رحمه الله - دوراً بارزاً له في تلك الأحداث، إلاّ أنّها ذكرت أنّ المؤلِّف صالح بن الحسين الجعفري كان قاضياً في مدينة قوص[3] مدة وواليا عليها مدة أخرى، وقد استنجت من ذلك أنّ المؤلِّف كان له دور علمي أثناء الحروب الصليبية وغيرها - بحكم ما تولاه من الوظائف المهمّة في الدولة ومكانته الاجتماعية والعلمية والقيادية - في حثّ الناس على الجهاد والخروج لصدّ الغزاة وحماية الأعراض والبلاد، وترغيب الناس في الصدقة، وجمع الأموال لإعداد الجيوش، خاصة حينما أعلن الملك الكامل والملك الصالح والملك المظفر قطز النفير العام في مصر.
وبجانب جهاد المؤلِّف بالسيف والسنان كان له أيضاً جهاد القلم واللسان والحجّة والبرهان ضدّ الصليبيّين وأعوانهم من اليهود، وبيان فساد دينهم وما هم عليه من الباطل والخذلان.
ويظهر لنا هذا الجانب بحسب ما وقفت عليه من كتبه في الرّدّ على اليهود والنصارى ومنها: (تخجيل من حرَّف التوراة والإنجيل) و (الرّدّ على النصارى) ، و (البيان الواضح المشهود من فضائح النصارى واليهود) . [1] ر: الجوهر الثمين ص 179-185، البداية والنهاية 13/231-232. [2] سيأتي ذكر هذه المصادر. (ر:) . [3] قوص: مدينة في مصر على ضفة النيل الشرقية (محافظة قنا) ، تبعد عن القاهرة (800كم) تقريباً في جنوب الصعيد، أصبحت في القرن السابع الهجري (القرن 14م) أولى مدن الصعيد وثانية المدن المصرية، فكانت مدينة كبيرة عظيمة وأهلها أرباب ثروة واسعة وهي محط التجار القادمين من عدن، وهي شديدة الحر لقربها من البلاد الجنوبية. (ر: معجم البلدان 4/413، لياقوت الحموي، المنجد في الأعلام ص 558، الموسوعة الميسرة 1407) .
اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح الجزء : 1 صفحة : 22