اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح الجزء : 1 صفحة : 218
ضمناه من اشتمال الجنة على الملاذ الروحانية والجسمانية جميعاً[1].
لزوم الاستقامة خوف هجوم القيامة:/ ([1]/65/أ) "قال المسيح يشبه ملكوت الله-عشر عذارى أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العروس، خمس منهم جاهلات وخمس حكيمات، فأما الجاهلات فأخذن مصابيحهن ولم يعددن زيتاً، وأما الحكيمات فأعددت الزيت مع مصابيحهن، فلما أبطأ العروس نعسن ونمن أجمع وانتصف الليل وصرخ الصوت: قد جاء العروس فاخرجن للقائه. فقال الحكيمات وزيّتن مصابيحهن فقال الجاهلات للحكيمات: أعطونا من زيتكن فإن مصابيحنا قد طفئت. فقلن: ليس معنا ما يكفينا وإياكن فاذهبن وابتعن لكن زيتا. فلما ذهبن لذلك جاء العروس ودخل مع المستعدات إلى العرس وأغلق الباب، وجاء الجاهلات فقلن: يا ربّ يا ربّ. فقال: الحقّ أقول لكن إني لست أعرفكم، ثم قال لتلاميذه: اسهوا الآن وصلوا فإنكم لا [1] ونؤكد ما ذكره المؤلِّف من الأدلة في إثبات البعث الجسماني والتنعم من الأكل والنكاح واللباس وغيره - بذكر دليل سمعي وآخر عقلي - كالآتي:
أما الأوّل: وهو الذي نعتمد عليه - أن السمع قد قام على أن الله عزوجل خلق الأشياء واخترعها مبتدعاً لها لا من شيء ولا على أصل متقدم، وإذ هو كذلك فلا متوهم يتعذر عليه إذ ما شاء كان. وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قامت به الدلائل الضرورية على صحة نبوته وأنه عن الله عزوجل يخبرنا أن الأكل والشرب والنكاح واللباس هنالك، وهذا قبل أن يخبر به الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم داخل في حد الممكن. ثم قام دليل على صحته فصار في حد الواجب.
وأما الدليل العقلي، فإن الله تعالى خلق جواهرنا وطباعنا تلتذ بالمأكل والمشرب والروائح والملابس والأصوات الموافقة لجوهرنا والوطء، وقد علمنا أن النفس هي الملتذة بذلك، وأن هذه الحواس الجسدية هي الموصلة لهذه الملاذ إلى النفس، فهذه طبيعة جواهر أنفسا التي لا سبيل في وجودها دونها، فإذا جمع الله عزوجل يوم القيامة في دار الجزاء بين أجسادنا بعد تصفيتها من كل كدر وبين أنفسنا عادت الطبيعة كما كانت فجوزيت هنالك ونعمت بملاذها وبما تستدعيه طباعها التي لم توجد قط إلاّ لذلك، إلاّ أن ذلك الطعام غير معاني بنار ولا ذو آفات ولا مستحيل كما أخبرنا تعالى: {لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنْزِفُونَ} . (ر: الأصول والفروع ص 78، لابن حزم. مقام هامات الصلبان ص 280، 281، للخزرجي باختصار) .
اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح الجزء : 1 صفحة : 218