responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح    الجزء : 1  صفحة : 217
وإن تعلق النصارى بقول أسلافهم: إن أهل الجنة لا يتزوجون[1]. قلنا لهم: يا عباد الرجال وربات الحجال، لو قدرنا صحة ما نقلتموه عن أسلافكم من ورود هذا اللفظ بعينه لم يلزم نفي ما صرنا إليه من التنعم بالنسوان في الجنان، إذ يحتمل أن يراد به أنهم لا يتزوجون الزواج المعروف المألوف من قاعدة النكاح والزواج الدنيوي وهو تقدم الخطبة وبذل الصداق والعقد والشروط وغير ذلك مما فيه حرج وكلف على الناكح، بل يمنحون ذلك ويتملكونه ويرثونه وراثة وتملكاً والدليل عليه من الإنجيل قول المسيح:"من ترك زوجة من أجلي في الدنيا فإنه/ ([1]/64/ب) يعطى مائة ضعف ويرث الحياة الدائمة"[2]. وفي ذلك موافقة الكتاب العزيز حيث يقول: {تِلْكَ الجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُون} . [سورة الزخف، الآية: 72] . ولفظة الميراث كثيرة مستعملة في الإنجيل والتّنْزِيل، ولهذا شمر كثير من أتباع المسيح في طلب هذا التضعيف فترهبنوا وانقطعوا عن النساء والشواغل، فإذاً قولكم: إن أهل الجنة لا يتزوجون منافاة بينه وبين قوله في الإنجيل: "من ترك زوجة فإنه يعط للواحد مائة ضعف". والأصل المعتبر عند أرباب النظر الجمع بين الأدلة، لا تعطيل بعضها واستعمال بعض؛ فقد ثبت - بعون الله ومنه - ما

[1] يستدل النصارى على ذلك بما ورد في إنجيل متى 22/22-30، ومرقس 12/18-25، ولوقا 20/27-35: "حين جاء إلى المسيح صدوقيون - وهم فرقة من اليهود - يسألونه عن امرأة تزوجت بسبعة أزواج واحداً تلو الآخر فلمن من السبعة تكون زوجة في يوم القيامة؟
فقال المسيح: "تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله؛ لأنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء". وهذا النصّ لا نسلم بصحته ونجزم بتحريفه وكذبه ناقله؛ فإن الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - قد بشروا المؤمنين بالجنة وما فيها من الملذات والنعيم.
[2] ورد النص في إنجيل متى 19/29، كالآتي: "قال لهم يسوع: ... وكل مَن ترك بيوتاً أو إخوةً أو أخوات أو أباً أو أماً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً من أجل اسمي يأخذ مائة ضعف ويرث الحياة الأبدية". وبنحوه ورد في إنجيل مرقس 10/30.
اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح    الجزء : 1  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست