اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح الجزء : 1 صفحة : 184
السبت؟! لكي [يَنُمُّوا] 1 عليه، فقال لهم يسوع: "أي رجل منكم يسقط خروفه في بئر في يوم السبت فلا يقيمه؟!، فالإنسان أولى من الخروف، ثم قال للرجل: امدد يدك، فمدّها فصحت وعادت كالأخرى، فخرج اليهود متآمرون في إهلاكه، فعلم يسوع سرّهم، وانتقل من هناك فتبعه مرضى فشفاهم"[2].
قلت: هربه وتواريه غير قادح في نبوته ولا غاض من رسالته، فذلك كثير ما اتّفق لأنبياء الله وصوفته / (1/44/أ) غير أنه لا يليق بجلال الربوبية، وهو يقدح في قول النصارى إن المسيح إنما نزل من السماء وتجسد من روح القدس وولدته مريم وحلّ في هذا العالم لخلاص آدم وذريته م الجحيم ببذل دمه حتى يكون مؤدياً ما وجب على آدم بأكله الشجرة، فلو كان الأمر على ما يهذون به لما فرّ من ذلك وتوارى وتَحَوَّل من بلدة إلى بلدة أخرى من أمر إنما جاء وتَعَنَّى بسببه، إذ في تأخير قتله استدامة آدم وذريته في العذاب.
فإن قال النصارى:"إنما تَحوَّل واختفى لأن ساعة أجله لم تحضربعد".
قلنا: فكان الأولى أن لا يتحول إذاً، إذ كان لبثه لا يجر إليه مكروهاً ولا يسلط عليه سفيهاً، وما أحسن[3] إلهاً له ساعة ترتقب وأجل ينقرض وينقضب.
7- مضاهاة كلام المسيح لكلام الرسل - عليهم السلام -، قال متى: "أتي يسوع بأعمى به شيطان أخرس فأبرأه، فعظم الجمع ذلك، فقال الفريسيون: "إنما يخرج الشياطين ببعل زبول رئيس الشياطين، فعلم يسوع سرهم، فقال: لا يستطيع أحد أن يدخل بيت القوي وينهب متاعه / (1/44/ب) إلاّ أن يربط القوي أوّلاً ثم يأخذ متاعه، من ليس معي فهو عليّ، ومن لا يجمع معي فهو يفرق، إن كلّ
1 في ص (ينمو) ، الصواب ما أثبته. [2] متى 12/10-15، بألفاظ متقاربة. [3] أسلوب التهكم والسخرية من معبود النصارى.
اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح الجزء : 1 صفحة : 184